ثقافةصحيفة البعث

إلى المرأة.. تحية من “شموع السلام”

ملده شويكاني

“أمي ما زلتُ في حبك مبتدئاً، أتعلم الهجاء” هذه الكلمات خطّتها الفنانة مانويلا الحكيم بالخطّ الديواني، لتشغل مكاناً في معرض “أمي يا ملاكي” الذي أقامته جمعية شموع السلام بالمركز الثقافي العربي في “أبو رمانة” تحية إلى المرأة في أعيادها التي ارتبطت بشهر آذار، الذي تتفتح فيه براعم الربيع وتتفجر فيه الينابيع بتوءمة حبّ العطاء بينهما.

تضمن المعرض أربعين عملاً بين اللوحات والحروفيات والنحت، عبّرت عن الانتماء والتراث وقدسية الأمومة وهواجس الأنثى بأساليب مختلفة بعضها بُني على الدمج والتركيب، وإن هيمنت التعبيرية التي أظهرت الفضاءات التي تتوق إليها الأنثى عبْر انسدالات الألوان الشفافة وتصوير بورتريهات تشي بأحاسيسها وهواجسها، التي طالت سباق الزمن بدلالة الحصان وحبات الرمان والمكحلة في لوحة نجلاء الدالاتي.

ثنائية الرجل والمرأة

وعلى الرغم من أن المرأة نصف المجتمع ولها دور أساس في عملية التنمية ابتداء من الخلية الأولى، لكنها تهب الحياة بأكملها للرجل بأوجه عدة، وهذا ما أوصله عدنان قاسم برسمه ثنائية الرجل والمرأة بعناق عاطفي بعد أن امتدت بهما رحلة الزمن، وتركت أخاديد عميقة على وجوهما ويديهما، أبرزها قاسم بالكثافات اللونية وبالتركيز على بريق عينيهما الساطع بالحب واحتواء كل منهما للآخر.

دلالات اللون والتركيب

وفي زاوية أخرى، اعتمدت رزان كيلاني على التعبير عن المرأة بالطبيعة بتصوير مشهد يظهر جمالية الأشجار المزدانة بألوان الخريف للأغصان الوارفة ببريق الأصفر وتوهج الأحمر، مركّزةً على نفاذ الضوء وانعكاسه على تدرجات الألوان المندمجة بكثافة في مواضع، بينما كان اللون الأحمر برمزيته في لوحة منال محمد المنبعث من حركة الرماديات هو المكون الأساس للفكرة بالتجريد التعبيري للبيوت الطينية الصغيرة وروح المرأة التي تبعث الحياة والضوء في كل مكان.

وبعض الأعمال بُنيت على التركيب بين الخلفية المكونة من تقاطعات أشكال هندسية وخطوط عريضة، يتوسطها التكوين الأساس لجسد الأنثى بإيماءة إلى فكرة ارتباط الأنثى بالتراث بفنية غير مباشرة بوجود الجرة التي تشغل زاوية في أرضية اللوحة التي رسمتها مانويلا الحكيم.

حق العودة

أما نجوى الشريف فجسدت الأنثى بأسلوبها التعبيري على خلفية الأقصى واختارت وردة بيضاء، بدلاً من حمامة السلام في إيصال رسالة الانتماء وحق العودة، لتؤكد ذلك بالتشكيل الحروفي “البيت لنا والقدس لنا”.

وثمة تقاطعات بين منحوتة ميرنا المحيثاوي لقدسية الأمومة، وتجسيد حالات ذاتية تعيشها الأنثى مغمضة العينين في بورتريهات الحفر على الخشب لفاطمة خليل.

قرن الغزال

الملفت بالمعرض هو الأعمال الخشبية المركبة التي اشتغلها نهاد العيسى بتعبيرية رمزية وفق مساره الفني بالرسم بالمسامير والخطوط بتشكيل تكوينات على الخلفية الخشبية، وفي هذا المعرض شارك بأعمال عدّة منها الغزال، وقد أضاف قطعاً خشبية دائرية كإطار للوحة رأس الغزال المشكّلة من الخطوط والمسامير، تعلوها تفرعات قرن الغزال المعروف بأصابع العروس، ليرتكز العمل ككل على جزء عرضي من جذع الشجرة، كما حضرت السيدة العذراء في أكثر من عمل ومعالم المدينة الخالدة دمشق بزوايا مختلفة.

المعرض السنوي للجمعية

وتألقت لوحات لينا رزق مؤسسة الجمعية بحالة الحلم الذي يسكن الأنثى بحياة أجمل بتغلغلها بعمق بحالات مختلفة تعيشها وتنعكس على ملامح الوجوه الساكنة، لكن ثمة ومضات بارقة أمل تحملها الألوان المتوهجة على جناحي الطائر.

وأشارت في حديثها لـ”البعث” إلى أن المعرض اقتصر على أعضاء الجمعية الثمانية عشر، بأساليب متعددة ومتفاوتة، لينفرد كل واحد منهم بأسلوبه ويعبّر عن نفسه وطريقته بالأداء، وستكون هناك مشاركة كبيرة في المعرض السنوي للجمعية.