صحيفة البعثمحليات

التسويق الإلكتروني.. حملات دعائية نشطة في شهر رمضان وخلاف في تقييم جودة البضائع

دمشق- البعث

مع اقتراب شهر رمضان ازدادت الإعلانات الإلكترونية الناشطة عبر الشبكة ومواقع التواصل ضمن نشاط التسويق الإلكتروني، هذا ما يتجلّى بشكل واضح من خلال عناوين صفحات الفيس بوك التي تحمل عنواناً لنوع البضائع التي تروّج لها، وبالعموم فإن هذه الظاهرة “التسوق الإلكتروني” تعتبر من الطرق الأحدث عالمياً لعمليات التسويق، وهي تخضع في بلدان عديدة لشروط وقوانين تنظم عمليات البيع والشراء، وهي تحافظ على حقوق كلّ من البائع والمستهلك، وتسمح طريقة البيع الإلكتروني بتحقيق المتعة في عملية التسويق وتساهم في اختصار الوقت والجهد للبحث عن السلعة المطلوبة، وخاصة تلك السلع التي تمتاز بالجودة العالية، وهنا يجب التأكيد على أن التسويق الإلكتروني في نطاقه المحلي يعتبر عملية بسيطة جداً لا تعتمد على أي نظم أو قوانين، وهي ما زالت فكرة شعبية نوعاً ما ولا تعتمد بشكل رسمي وهي تجربة خجولة جداً في قطاع الخدمات.

تجربتنا البسيطة في عالم التسوق الإلكتروني تدفعنا للتساؤل عن إيجابيات التعامل بهذه الطريقة المبتكرة للتسويق، وهنا يؤكد لنا الخبير الاقتصادي محمد النصار أن من الفوائد المُهمّة للتسوّقِ عبر الإنترنت أنه يُساهمُ في مُساعدةِ الزّبائن باختيار المُنتجات التي يُفكّرون بشرائها، من خلال التعرّف على آراء غيرهم وتقييمهم لها، كما تساعد هذه العملية التسويقية في معرفةِ تفاصيل أكثر حول طبيعة المُنتجات عبر الإنترنت. ويضيف النصار: من أكثر الفوائد للتسوّقِ عبر الإنترنت أنه يُساهمُ في توفير الكثير من الوقت الذي تستغرقه عملية البحث عن المُنتجات في الأسواق العاديّة، وينتجُ عن ذلك تقليل في الجهدِ المبذول من قبل المُستهلكين أثناء عمليّة الشّراء، فالتسوّق عبر الإنترنت يُوفّر الوقت بالمقارنة مع المُتسوّقِ المتجول في السّوقِ التقليديّ لمُشاهدةِ العشرات من المَحلّات التجاريّة بحثاً عن شيءٍ قد يصعبُ إيجاده بسهولةٍ، ولعلّ من أهم إيجابيات التسوق الإلكتروني توفير المُنتجات بأسعارٍ رخيصة، فالتنافس بين الأسواق التقليديّة والأسواق الإلكترونيّة التي تسعى إلى توفير المُنتجات بأقلّ أسعارٍ مُمكنة حتى تتمكّن من استقطابِ المزيد من الزّبائن للتّعاملِ معها، كما أنّها تُوفّرُ العديدَ من الوسائل الإضافيّة لراحةِ الزّبائن، ومن أهمّها توصيل المُنتجات التي تمَّت عمليّة شرائها إلى منازلهم.

رغم الإيجابيات التي تقدّمها عملية التسوق الإلكتروني وانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها عملية غير مكتملة، لأنها تحتاج الى أربعة مرتكزات أساسية كعملية تسويقية ترسخ من خلال البعد الإلكتروني وهي غير متوفرة في عمليات التسوق عبر المواقع الإلكترونية، ومن وجهة نظر أكاديمية يوضح لنا الاقتصادي أنس الخطيب أن التسوق عبر الشبكة ترسخ من خلال البعد الإلكتروني، لكن نجاحه يعتمد على جانبين أساسيين هما المعنوي “النفسي” بهدف المتعة، أما الجانب اللوجستي فيرتبط بتقنيات الشبكة وتفعيل خدمة الانترنت وسرعتها، ومن الضروري التأكيد أن هذا الجانب يصعب تحقيقه حتى في الدول المتقدمة، لذلك فإن هذا النوع من التجارة ازدهر عالمياً في البداية لكنه تراجع بشكل تدريجي في أيامنا الحالية، كما تعتبر التجارة الإلكترونية حلقة من حلقات التسوق عبر الانترنت والتي تعتمد بشكل أساسي على تسديد التكاليف من خلال بطاقات ائتمانية وهذه الميزة محفوفة بالمخاطر، لذلك تسبّبت بتراجع هذه التجارة، فالثقة بتسديد الفواتير بالبطاقات الائتمانية يعتبر مهزوزاً نسبياً وغير مضمون، أما من جانب السلع فقد ذكر الاقتصادي الخطيب أن من مخاطر التسوق الإلكتروني عدم ضمان استلام السلع المطلوبة أو أنها لا تتطابق مع السلعة التي تمّ اختيارها على الموقع وقد تصل إلينا غير جاهزة أو لا تحمل القيمة التي نتوقعها.

ولا شكّ أن تحقيق شروط التسوق الإلكتروني يعتبر حالة مستحيلة نظراً لأنها تنبثق من ثقافة المجتمع وتحتاج إلى عامل الزمن، بالإضافة إلى مقومات الشبكة والبنى التحتية، وجميع هذه الشروط غير متاحة لدينا. وهنا يؤكد الخطيب أن من المفيد جداً الاعتماد على هذه التقنية الحديثة “للتسوق الإلكتروني” في قطاع الخدمات لدينا، حينها ستكون مجدية أكثر للترويج والتواصل مع الزبائن، أما فيما يتعلق بالصفحات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي فهي تعمل ضمن أطر ومفاهيم ضيقة للترويج والدعاية، أي بجانب واحد من عملية التسويق، وهذا يعني أن العملية التسويقية غير متكاملة، وبالتالي غير متاحة للسلع الاستهلاكية، وفيما يتعلق بتجربتنا المحلية توصف بأنها محدودة جداً بمواقع شخصية لا تصل إلى العموم، وتبقى ضمن مجموعة مغلقة وتأخذ الشكل الترويجي، إذ لا يوجد ثقافة حقيقية بمعنى التراكم المعرفي الذي يتجسّد بسلوك المستهلك، ويضيف: هناك سوء فهم للتقنية الإلكترونية للتسويق وغياب لعامل الثقة الذي ذكرناه “ثقافة الدفع بالبطاقة” وفي مجتمعاتنا يفضل الناس التعامل النقدي على الإلكتروني.