“صنّاع وطن”.. وثيقة حبّ من صحفي كويتي إلى سورية
أمينة عباس
لأن حبّ الصحفي الكويتي فخري هاشم السيد رجب لسورية ليس ادّعاء، فهي الأرض التي يعشق والهواء الذي يحييه، ولا يستطيع الابتعاد عنها، أهدى كتابه الجديد “صنّاع وطن” الدي وقّعه، مؤخراً، في مكتبة الأسد بدمشق برعاية من اتحاد الصحفيين: “لشعب يرفض الظلم، يرتقي إلى العلا علماً وشهادةً ويقيناً بالنصر، مؤكداً للبشرية جمعاء أن الوطن هو جدار الزمن”.
الكتاب ليس الأول الذي يوقّعه رجب في سورية بل الرابع بعد كتبه “سورية الرقم الصعب”، و”انتصرت سورية”، و”لأجلك سورية”، التي واكب فيهم الأحداث في سورية منذ عام 2011 وعكست رؤاه لهذه الحرب وحتمية الانتصار على الإرهاب، وكان رجب منذ بداية الحرب على سورية من أوائل الكتّاب العرب الذين أثبتوا مواقفهم المُحبّة لسورية وذلك في مقالته الأسبوعية في صحيفة “القبس” الكويتيّة، وعلى الرغم من أن مثقفين وصحفيين كباراً انجرّوا وراء الهجمة الإعلامية التي شُنت على سورية حينها، لكن تربية رجب العروبية حصّنته من هذا الانجرار، ولا سيّما أنه يعرف الوضع السوري وما حيك من مؤامرات ضد سورية، فكان همّه الوحيد البحث عن الحقيقة وتفنيد الأكاذيب الإعلامية من خلال كتاباته، مع إصراره على الدفاع عنها وتعامي الكثير من الصحفيين عن حقيقة ما حدث فيها لارتباطهم بسياسات دولهم ووقوع الشعوب العربية تحت سيطرة المحطات المغرضة، وهو كما بيَّن قبل أن يكون صحفياً هو عاشق يستهويه البوح، رغم أنف الحاقدين، خاصة بعد انجلاء الأمور أمام من ذرّ في عيونهم غبار الكراهية وغُرّر بهم، فصنعوا ثورة وهمية بالوكالة، مشيراً إلى أن القاصي والداني يدرك تفاصيل الحرب الظالمة التي استُكمِلت بعقوبات جائرة وظالمة، ومع ذلك بقيتْ سورية التي أرادها القائد الراحل حافظ الأسد منارة للأجيال، فكان كتابه الوثيقة الصادقة لمواقفه وأفعاله، وهو الذي بنى سورية القوية على الرغم من الحصار الاقتصادي في الثمانينيات والضغوط السياسية والعسكرية عليها والتي كانت تهدف إلى تحييدها عن مواقفها وثوابتها الوطنية والسيادية والتي حمل أمانتها السيد الرئيس بشار الأسد الذي استكمل المسيرة على الرغم من الحرب الظالمة على سورية والحصار الجائر، وثابر على التطوير حتّى وصلت لمرحلة أخافتْ الغربي والأميركي والعثماني الّذين استعانوا بدول لا تعرف من العروبة إلا اللغة، موجهاً التحية لأرواح الشهداء وللجيش العربي السوري، ومردداً: “تركت لكم كتابي هذا وثيقة حب من قلبي العاشق لسورية ولكم”.
مستند توثيقي
ووصف موسى عبد النور رئيس اتّحاد الصّحفيّين فخري رجب بعاشق سورية نتيجة المواقف المشرّفة التي سجّلها خلال هذه الحرب، مبيناً أن الاتحاد يفتخر بوجوده عضواً في اتّحاد الصحفيّين السّوريّين، وهو الذي عبّر من خلال كتبه عن رؤية مستقبليّة ودفع ما دفع نتيجةً لهذه المواقف المعلنة، وقد تعرّض لبعض المضايقات لكنّه لم يخش من قول الحق وهو الشخص الذي يحبّ بصمت، لكنه يعبّر من خلال تصرّفاته وأفعاله عن ذلك من خلال قلمه في موقعه أو في مقالاته الأسبوعيّة ليتوج كتاباته عن سورية بكتاب “صنّاع وطن” وهو بمثابة مستند توثيقي عن مرحلة القائد حافظ الأسد والإنجازات التي تحققت في عهد د.بشار الأسد.
اعترافات
تحت عناوين عديدة، لخَّص رجب في كتابه مسيرة القائد حافظ الأسد وصفاته: “استطاع بمفرده أن يحرك رقعة شطرنج السياسة الدولية بذكاء قلَّ نظيره.. قائد فوق الارتهان للأزمات.. حافظ الأسد مثال العقل الراجح.. رجل الثوابت.. عبقرية أمة في رجل”، في حين خصص الجزء الثاني من الكتاب للحديث عن السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية ومسيرته صعوداً نحو ازدهار سورية في جميع المجالات، ثم الحرب على سورية، مضمّناً في كتابه اعترافات صريحة لشخصيات كبيرة ومسؤولة تكشف حجم التآمر على سورية، وممّا جاء فيه تحت عنوان “اعترافات بالجملة”: “التآمر على سورية ليس وليد السنوات الأخيرة، فمنذ تبنّي سورية للقضية الفلسطينية وهي موضع لتآمر الخونة والأعداء .. سورية التي قدمت مئات الآلاف من الشهداء ودُمّرَت بنيتها التحتيّة بالكامل بعد أن كان أبناءها يهنأون بواقعهم المستقر، لكن سورية باقية، وقد نجح القائد بشار الأسد في التصدي لتلك الوحوش البشريّة واستطاع أن يخطّ اسمه واسم سورية في التاريخ، فالصمود والتعامل مع حيثيات الحرب كان أسطورياً.. ما فعله الرئيس القائد بشار الأسد كان استثنائياً بكل المقاييس، ولعلّ الحالة على الأرض كانت قادرة على إيصال صورة وفكرة واضحة عن الاستراتيجيّة الفذّة للقائد الأسد”.
العروبة تبدأ من دمشق
من المعروف أن كتابات رجب عن سورية كانت ناتجة عن زياراته المتكررة لها ومواكبته الدائمة للأخبار ومتابعته لما يحدث فيها مع أصدقاء له في اتحاد الصحفيين في سورية، وكل ذلك لأنه عشقها، فحمل القلم حباً لها ولقائدها وجيشها، فسورية كما يؤكد في كل زياراته علَّمتْه معنى القومية العربية، وأن التضحية في سبيل الوطن هي الكرامة بعينها، وأن ارتباط روحه يوماً بعد يوم يزداد بهذه الأرض التي تعبق برائحة الشهداء، مع يقينه الدائم أن سورية ستبقى المنارة لكل عربي شريف ولكل من آمن أن العروبة تبدأ من دمشق عروس العرب والتي لا يليق بها إلا الفرح.