رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون: موسمٌ درامي يليق بذائقة الجمهور
أمينة عباس
على الرغم من انشغال لجنة صناعة السينما والتلفزيون مع الشركات التي ما يزال بعضها يتابع تصوير أعماله الدرامية، لكن علي عنيز رئيس مجلس إدارتها ارتأى عقد لقاء مع بعض وسائل الإعلام، أمس، بحضور أحمد رضا الحلبي أمين سر اللجنة وعضوي مجلس الإدارة الفنانة جيني اسبر والمنتج عاطف حوشان للحديث عن واقع الدراما السورية خلال الموسم الرمضاني الذي سينطلق، اليوم، مع أول يوم من شهر رمضان المبارك.
وبدا من خلال كلام عنيز أن المشاهد على موعد مع دراما سورية دسمة ومختلفة ستحقق نقلة نوعية وجديدة لواقع الدراما السوريّة التي عانت ما عانته خلال الحرب وارتداداتها، ورأى أن الدليل على حالة الاستشفاء التي تعيشها درامانا، اليوم، هو الانتشار الذي تحقّقه على مستوى الفضائيات العربية، حيث يتوزع عرضها على نحو ثلاثين فضائيّة ومنصة، والفضل برأيه يعود إلى الشركات السورية المنتجة وللفنانين والفنيين والكتّاب والمخرجين السوريين الذي أرادوا وسعوا إلى تقديم موسم درامي يليق بذائقة الجمهور، كذلك للجهات الرسميّة والمعنيّة الداعمة والمساندة لقطاع الدراما كغرفة صناعة دمشق وريفها التي تنبثق عنها لجنة صناعة السينما والتلفزيون، شاكراً وزارة الإعلام والجهود الكبيرة التي بذلتها لتقديم كل التسهيلات التي تساعد على إنجاز الأعمال لتكون جاهزة في الموسم الرمضاني الحالي الذي يضم نحو 25 عملاً فنياً ما بين مسلسل طويل وقصير، والتي تعرَّف عليها المشاهد من خلال التيزرات والبروموهات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ليبدأ، اليوم، بمتابعة ما لفت انتباهه منها، مؤكداً أنه منذ ثلاث سنوات كان البعض يردد أن الدراما السورية انتهتْ تقريباً بوجود الدراما العربيّة المشتركة والمعرّبة، لكن هذا الموسم سيثبت أنها ما تزال موجودة وبقوة، من دون أن يخفي أنها بعد أن مرت في السنوات السابقة بدرس قاس على مستوى الصناعة من خلال المقاطعات التي تعرضت لها من الضروري بعد أن عادت ونهضت من جديد أن نجد الحلول الداخلية التي تجنبها ما حصل سابقاً، ورأى أن أحد هذه الحلول يكمن في ضرورة تعدد القنوات الفضائيّة في سورية كما هو الحال في مصر، خاصة بوجود منتجين قادرين على تشكيل نواة لقناة فضائية، لكن ما يزال ينقصهم القانون أو التشريع الذي يسمح بهذه الحالة.
وأضاف عنيز أنه لم يعد مغفوراً تراجع درامانا التي تشهد حالة استشفاء اليوم، مع تأكيده أن مرحلة الاستشفاء أصعب لأنها تحتاج وقتاً أكبر، ولاسيما أن جزءاً من النجوم ورؤوس الأموال والخبرات الفنيّة خارج القطر، وكل هذا يندرج ضمن المعوقات، مبيناً أن جزءاً من التعافي يكمن في إنجاز كمّ من الأعمال لاستقطاب اليد العاملة الموجودة على امتداد الوطن العربي، كذلك من خلال تسهيل حركة رؤوس الأموال من الخارج.
وختم عنيز بالإشارة إلى أن اللجنة بالاتّفاق مع وزارة الإعلام بصدد التحضير لمهرجان شبيه بـ”أدونيا” لشكر كل من عمل في البلد من فنّانين وفنيين ومنتجين.
310 مليار
وبيّن أحمد رضا الحلبي أمين سر لجنة صناعة السينما والتلفزيون أن تكلفة الأعمال السورية التي أنتجتها الشركات السورية هذا العام بلغت حوالي الـ 310 مليار ليرة، وقد وفَّرت فرص عمل لعدد هائل من الكتّاب والمخرجين والفنّانين والفنيين، مبيناً أن أهم ما يميز الموسم الحالي على صعيد مضمون الأعمال هو التنوع في الموضوعات، مع إشارته إلى وجود مسلسلات ستكون حديث الساعة بعد المتابعة الكبيرة التي ستحصل عليها خلال الأيام القادمة، ورأى أن ما حققته الدراما في موسمها الحالي هو خلاصة الجهود الكبيرة التي بُذلتْ من قبل اللجنة الوطنيّة للدراما في وزارة الإعلام التي قدمت كل التسهيلات لأعمال المنتجين لتقديم موسم درامي جيد، وهذا تحقق برأيه لهذا العام الذي شهد انفتاح الأسواق العربيّة، وخاصة الخليجية للإنتاج السوري، حيث بيعت على سبيل المثال ولأول مرة 4 أعمال للتلفزيون السعودي، في حين سيُعرض على شاشة التلفزيون السوري حوالي 10 أعمال من الإنتاج الدرامي الحديث بحيث تضاهي الشاشة السوريّة بالعرض باقي الشاشات العربيّة، مع تأكيده كأمين سر لجنة صناعة السينما والتلفزيون أن السعي لتقديم ما هو أفضل في كل عام هو الطموح الدائم، ولتحقيق ذلك تجهد اللجنة لتحقيق انفتاح على المنتجين العرب من أجل الاستثمار في سورية في ظل وجود الخبرة الفنيّة الكبيرة لدى فنّانينا ومخرجينا وكتّابنا وفنيينا والتنوع الجغرافي الطبيعي الذي تتمتع به سورية وانخفاض تكاليف الإنتاج عن باقي الدول الأخرى، إلى جانب نية اللجنة توجيه دعوة للمنتجين العرب لزيارة سورية والتعرف على واقع الإنتاج الدرامي فيها.
موسم درامي متميز
وكمنتج وعضو في لجنة صناعة السينما والتلفزيون شكر عاطف حوشان وزارة الإعلام واللجنة الوطنية للدراما فيها ولجنة صناعة السينما والتلفزيون الذين تكاتفوا لمساعدة المنتجين في تقديم أعمالهم والذين كانوا يتابعون إنجازها لحظة بلحظة لتقديم الدراما السوريّة بأفضل صورة، مبيناً أن كل المؤشرات تبشّر بموسم درامي متميز يُعلن من خلاله عن عودة الدراما السورية لمكانها الذي يليق بها.
صناعة عريقة
وأشارت الفنانة جيني أسبر في حديثها إلى أن الدراما صناعة عريقة في سورية، وهي من أهم الصناعات في الوطن العربي، وحرصاً على مواكبة متطلبات المحطات كان هناك إصرار برأيها من قبل وزارة الإعلام واللجنة الوطنية للدراما ولجنة صناعة السينما والتلفزيون على متابعة إنجاز الأعمال خطوة خطوة لحل أي مشكلة تعترضها ولتقديم كل التسهيلات للمنتجين من أجل تقديم أعمال بجودة عالية إخراجياً وإنتاجياً، وهذا ما لمستْه من خلال مشاركتها في مسلسلين هذا العام هما “رماد الورد” إخراج ديانا فارس إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، و”بيت أهلي” إخراج تامر إسحاق انتاج شركة قبنض، ورأت أن الوصول إلى هذه النتائج الجيدة على صعيد الجودة كانت نتيجته أن الكثير من المحطات اشترت هذه الأعمال لتكون ضمن طبقها الدرامي في رمضان عبر موضوعاتها المتنوعة التي أغرت الكثير من المحطات لعرضها.