لأول مرة منذ عام 1967.. الاحتلال يضع أسلاكاً شائكة على السور المحاذي للأقصى
وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم أسلاكاً شائكة على السور المحاذي للمسجد الأقصى في منطقة باب الأسباط بمدينة القدس المحتلة. وقالت محافظة القدس في بيان اليوم نقلته وكالة وفا: “في سابقة خطيرة ولأول مرة منذ عام 1967، قام جيش الاحتلال بوضع أسلاك شائكة على السور المحاذي للمسجد في منطقة باب الأسباط”. وأوضح مسؤول حركة فتح في البلدة القديمة بالقدس ناصر قوس أن الاحتلال يهدف من هذه الخطوة إلى منع دخول المصلين إلى المسجد الأقصى للصلاة.
في هذه الأثناء، حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مطالبة الإدارة الأميركية بترجمة رفضها هذا الاجتياح إلى أفعال وإلزام الاحتلال بوقف عدوانه. ونقلت وكالة وفا عن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قوله في بيان اليوم: “نحذر من خطورة تصريحات نتنياهو التي رفض فيها مطالب الرئيس جو بايدن وأكد استمراره في الإعداد للعدوان على المدينة التي تؤوي أكثر من 1. مليون فلسطيني معظمهم نزحوا قسراً من بيوتهم التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة ووسطه”. وأوضح أبو ردينة أن هذه التصريحات تدل على النوايا الحقيقية للاحتلال بارتكاب المزيد من جرائم الحرب والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، والاستمرار في محاولات تهجيره من أرضه ووطنه، بالتزامن مع فرض قيود على الدخول إلى المسجد الأقصى وخاصة في شهر رمضان، الأمر الذي يزيد المنطقة اشتعالاً.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي حّول الضفة الغربية إلى ثكنة عسكرية، مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وأوضحت الخارجية في بيان اليوم نقلته وكالة وفا أن الاحتلال كثف وجوده العسكري في جميع مناطق الضفة الغربية، إضافة إلى اجتياح الآلاف من قواته مدينة القدس بحجة حلول شهر رمضان، ونشر ما يزيد على 750 حاجزاً عسكرياً في طول الضفة وعرضها وإغلاق الحواجز والبوابات الحديدية المنصوبة على مداخل القرى والبلدات والمدن. وبينت الخارجية أن الاحتلال يستخدم الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية لفرض المزيد من العقوبات الجماعية على الفلسطينيين والتنكيل بهم، محذرة من أن هذه الممارسات التصعيدية تهدد بتفجير الأوضاع.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية أن جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع تتواصل في قطاع غزة وتحصد مئات الأرواح يومياً، مطالباً المجتمع الدولي بوقفها وإيصال المساعدات بإشراف وكالة الأونروا. ونقلت وكالة وفا عن إشتية قوله في تصريحات اليوم: إن الجريمة الإسرائيلية تتكشف يومياً بمزيد من الصور الفظيعة لما يرتكبه جنود الاحتلال، وتشتد وطأة التجويع الذي لا يعالج فقط بإسقاط الوجبات، بعضها يسقط في البحر، والآخر يتحول إلى أداة لقتل الجوعى بسبب أخطاء في الإنزال.
هذا وقد واستشهد 19 فلسطينياً، وأصيب العشرات اليوم جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 157 على قطاع غزة المنكوب. وذكرت وكالة وفا أن طيران الاحتلال قصف خلال الساعات الماضية منازل في حي الزيتون بمدينة غزة وشرق رفح جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد 19 فلسطينياً وإصابة العشرات. وقصفت مدفعية الاحتلال حي الصبرة في غزة ومناطق شرق خان يونس جنوب القطاع ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين كما قصف طيران الاحتلال مخيم الشاطىء غرب مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم 12 فلسطينياً في أنحاء مختلفة بالضفة الغربية. وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة أحياء في الخليل وقلقيلية وبلدتي قراوة بني حسان في سلفيت ودير أبو مشعل في رام الله ومخيم بلاطة في نابلس، واعتقلت 12 فلسطينياً. واقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال برفقة 4 جرافات مدينة طولكرم ومخيمي طولكرم وسطها ونور شمس شرقها، وقامت بأعمال تجريف وتخريب للبنى التحتية في عدد من الأحياء والطرقات الرئيسية والفرعية، وهدمت منشأة تجارية في مخيم نور شمس.
كما شددت سلطات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في مدينة القدس المحتلة وباقي أنحاء الضفة الغربية، بالتزامن مع حلول شهر رمضان، وأعاقت مساء أمس دخول مئات المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة التراويح واحتجزت العشرات على أبواب المسجد، حيث فرضت قيوداً على دخول الشبان إليه وسمحت بدخول النساء من سن الـ 40 فما فوق.