150 يوماً من الحرب على غزة.. تآكل العدالة الدولية والمساعدات الإنسانية ضعيفة أمام هول الكارثة
الأرض المحتلة – تقارير
استشهد فلسطيني اليوم برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد تنفيذه عملية بطولية أسفرت عن إصابة اثنين من جنوده جنوب مدينة القدس المحتلة، رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن فتى طعن اثنين من جنود الاحتلال على أحد حواجزه جنوب القدس، ما أدى إلى إصابتهما قبل أن تطلق قوات الاحتلال الرصاص عليه ويرتقي شهيداً.
في الأثناء، استشهد 4 فلسطينيين فجراً برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين بعشرات الآليات العسكرية والجرافات يساندها تحليق للطائرات المسيرة وسط إطلاق نار كثيف تجاه الفلسطينيين، إضافة إلى استهداف ساحة مستشفى خليل سليمان، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة 4 آخرين، كما أن قوات الاحتلال شرعت بعمليات تجريف للطرقات وتخريب للبنية التحتية.
إلى ذلك، استشهد فتى وشاب وأصيب ثلاثة آخرون، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليهم قرب بلدة الجيب شمال غرب مدينة القدس المحتلة.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي بيت أمر في الخليل وعارورة في رام الله، واعتقلت 6 فلسطينيين، كما اقتحمت قرية تياسير في طوباس، واعتدت بالضرب على عدد من طلبة المدارس.
من جهة ثانية، أكد المكتب الإعلامي في قطاع غزة أن جهود المجتمع الدولي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب ضعيفة أمام الكارثة الإنسانية، مشدّداً على ضرورة الضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات براً، وعبر المنافذ المعروفة كرفح وكرم أبو سالم أو تفعيل معابر المنطار والشجاعية وبيت حانون، ولا سيما شمال غزة الذي يعاني فيه أكثر من 700 ألف شخص من حرب تجويع واضحة.
في الأثناء،أعلنت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 10 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 88 شهيداً و 135 جريحاً، مبينةً أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 159 على القطاع ارتفع إلى 31272 شهيداً و73024 جريحاً 72 بالمئة منهم أطفال ونساء.
وكان استشهد أكثر من 20 فلسطينياً، وأصيب العشرات في وقت سابق اليوم نتيجة قصف الاحتلال مناطق متفرقة في القطاع.
سياسياً، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن جرائم الإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية دليل واضح على محاولات الاحتلال تفجير الأوضاع فيها، حيث قتل خلال الساعات الـ 24 الماضية 6 فلسطينيين بينهم أطفال في القدس ومناطق بالضفة الغربية.
دولياً، جدّدت الصين دعوتها المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لجعل الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة أولوية قصوى، وجعل المساعدات الإنسانية مسؤولية أخلاقية ملحة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين أثناء مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة بكين: “يجب أن يتوقف قتل المدنيين في غزة، كما يجب تصحيح الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني والتخلي عن المعايير المزدوجة ضد حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”، لافتاً إلى أنه كلما طال أمد اشتعال النيران في غزة، كلما زاد جرح ضمير الإنسانية وتآكلت العدالة.
من جهته حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند من وقوع كارثة أوسع نطاقاً نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وقال وينسلاند خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي الليلة الماضية: “بعد أكثر من 150 يوماً من الحرب يجب أن يرى سكان غزة نهاية للفظائع التي ما زالوا يعانون منها”، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى تعرض الاستقرار الهش في المنطقة للخطر بشكل كبير.
بدوره قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن المجاعة في قطاع غزة تستخدم كسلاح حرب، مشيراً إلى أن ما يجري هو أزمة إنسانية من صنع البشر وليست كارثة طبيعية، وتمثل قمة صراع خطير وغير اعتيادي منذ ما يقرب من قرن من الزمان.