مشاريع تخرج “أدهم إسماعيل”.. تباشير ولادة تشكيليين جدد
أمينة عباس
بعد سنتين من الدراسة، اعتاد مركز أدهم إسماعيل إطلاق خريجيه الذين تقدموا بمشاريع تخرجهم، وهي خير نتاجهم الفني وباكورة أعمالهم التي تلخّص ما حصدوا من معارف ومهارات تدريبية، وأكد قصي العبد الله الأسعد رئيس المركز أن مشاريع التخرج تبشّر بولادة حقيقية لفنانين تشكيليين وصلوا إلى حلمهم ورغبتهم بهذه المهنة، مبيناً أن معرضهم الحالي الذي شارك فيه 17 فناناً هم خريجو النصف الأول من عام 2023 ويضم ٥٠ لوحة فنية بتقنية التصوير الزيتي، وهي أعمال مفعمة بالحب والأفكار والمشاعر الصادقة لأنها ممزوجة بالأحاسيس التي تعالج قضايا منوعة برؤى مستقبلية حضارية تعكس ما بداخل كل منهم من عطاء ثقافي فني لا محدود، وهي رسائل بصرية غنية بالمضمون تنبض بما فيها من معانٍ ورموز ومشاعر، منوهاً بأن معرض الخريجين هو نهاية مرحلة التعليم وبداية مرحلة العطاء المستمر في عالم الفن، ومن خلاله تتحقق غاية المركز وهدفه في تقديم المشاركين وإطلاقهم بالعمل الفني والحياة التشكيلية.
جمالية بصرية وموضوعات مختلفة
وما بين الجمالية البصرية والمواضيع المختلفة تعددت اللوحات في المعرض، حيث أشار وسيم الحيدر إلى أن أعماله تدور حول موضوع دور الأنثى في حياة البشرية، وتحمل الاسم المُلهم “حواء” وتظهر عظمة الأمومة والدور الذي تلعبه المرأة في نسج خيوط الحياة، مضيفة بذلك بُعداً شاعرياً وعمقاً فلسفياً للنقاش حول الجمال والرقة، وفيها يتجلى الاعتراف بقوة الأنثى وعطائها اللامحدود، في حين أن الجانب الجمالي فيها لا يقتصر على الأبعاد الجمالية البصرية بل يمتد ليشمل الجمال الروحي والعاطفي الذي تبثه الأنثى في الوجود. أما غنى الزغبي الذي يأخذها الفنّ من ضجيج عالمنا الكبير بخيره وشرّه لعالم أكثر هدوءً ونقاءً فكان الونس هو وجهتها عبر صورة قديمة لشخصٍ غاب بجسده وبقيت روحُه ومن خلال قطة صغيرة بحبّها المستمر وهدوء مع كتابٍ فيه عالم كبير، لتأخذنا لانا العرند بلوحاتها إلى المرأة التي تتكئ بحنينها على كل ماضٍ جميلٍ لعلّها تُعيد من خلاله أياماً جميلة وضحكات ومشاعر بسيطة حقيقية ذهبت مع رياح الزمن، لتتساءل دانه العرند من خلال لوحاتها: تُرى هل يجود العمر مرةً بقطعة من الخيال؟ معبّرة فيها عن الخيال تلك الفسحة التي نتنفس منها عندما يضيق العالم، في حين بيّنت حنين الطوسي في لوحاتها مُحالٌ أن ينتهي الليمون بما يحمله من رمزية معروفة ومشهورة وصادقة وحقيقية لكل من بداخله فلسطين، أما محمد نبيل عيسى فارتأى في مشروعه تناول معاناة الفنان والتكاليف الباهظة لأدوات الرسم، ثم صعوبة الحصول على الخبز وما يشابهه من أساسيات أخرى، انتهاءً بالمرور بحالة فقدان الشغف والإحباط، ولقناعتها بأنه لا يوجد أحد كامل أكدت دنيا أيوب في مشروعها أننا خُلقنا متنوعين مختلفين عن بعضنا باللون والعقل والجسد والاهتمامات والمواهب، ونقص أحدنا يكمله الآخر، وبدعمنا لبعضنا تصبح الحياة ألطف وأجمل بالانتماء الذي عبّرت عنه غريتا سعادة بمشروعها، حيث لا شيء يضاهي شعور الأمان والدفء والطمأنينة الذي يولد فينا عندما نشعر بالانتماء، ونافذة عبير بريك هنيدي التي تنير الطريق وكالكتاب بلونه الصارخ الذي ينير طريقاً للطفل وللمرأة التي تنبع نافذتها من قلبها، في حين تحذر ريم موصللي بموضوع لوحاتها من الانصياع وألا يكون الإنسان دمية غير مسؤولةٍ عن نفسها: “لا تكنْ مسلوب الشخصية”، كما كشفت إخلاص جمول الوجه الجميل والبسمة البريئة التي تخبئ تحتها الحقيقة المرّة بكل تفاصيلها الثقيلة من غضب وحسرة وخيبة، وتوقفت سلام زنركجي عند مقولة “لا أرى لا أسمع لا أتكلم” في مشروعها لتسقطه على ثلاث شخصيات من المجتمع، في حين فضّلت دعاء السيد أن يعبّر مشروعها عن الطفولة وبساطة الأطفال وبراءتهم، مجسّدة لحظات الفرح لديهم.
يُذكر أن مركز أدهم إسماعيل أقام، مؤخّراً، معرضاً فنياً لطلابه عن القضية الفلسطينية تضامناً مع أهلنا في غزة بعنوان “عيوننا إليكِ” بمشاركة 90 فناناً من طلبة المركز في الدورات الأساسية الأربع التي يقيمها عادة.