سكن طرطوس الشبابي
وائل علي
لا أحد ينكر نبل فكرة السكن الشبابي التي أثمرت شققا سكنية من الفئات الثلاث في أغلب المحافظات، والتي فرض على المكتتبين استلامها بالأسعار الرائجة رغم التأخير الذي لا ذنب ولا يد لهم فيه…!!
وبغض النظر، لا يزال الكثير ممن تبقوا من مكتتبي طرطوس على مشروع السكني الشبابي الوحيدين – ربما – الذين ما زالوا بعيدي المنال عن حلم شقة العمر، رغم الجهود التي بذلت في مرحلة معينة للخروج من معضلة عدم توفر الأرض، وتأمين ما يزيد عن الأربعين هكتارا دفعة واحدة، في أفضل المواقع ضمن الحدود الإدارية لمدينة طرطوس، وتسليمها للمؤسسة العامة للإسكان بأرخص الأسعار.
ورغم صبر المكتتبين الذين تكبدوا وتقبلوا تحميلهم فروق أسعار البناء الشاسعة، بين الأمس واليوم، بـ “فم ساكت”، على نية الفوز بشقة سكن شبابية، ورغم حرمان المتخلفين عن سداد الأقساط بتفسيرات طالتهم وحدهم لأنهم الحلقة الأضعف!! مع ذلك لم تكن حصيلة طرطوس من هذا المشروع الوطني الكبير، بعد ما يقرب من العشرين عاما على إطلاقه، أكثر من عشرة أبراج استلمها أصحابها، والباقون لا يزال مشروعهم مترنحا يسير بأبطأ من سلحفاة!!
فعمليات البناء بعد سنوات من استلام مواقع العمل وتسليمها لشركات القطاع العام الإنشائية المنفذة، ومن خلفها شركات الظل، لم تتعد أعمال حفر الأساسات وصب القواعد البيتونية وما شابه. وعليه، فعلى المتخصصين انتظار المزيد من الوقت وتحمل عبء التأخير والتعثر وانعكاس التعديلات والتبدلات السعرية الرهيبة التي ستدفع بالبعض للتخلي عن مشروع العمر، وانسحابهم وخسارتهم مرغمين لتسلسل أدوارهم، ولهدر الوقت الذي انقضى على حسابهم بلا طائل ولا جدوى، وبالتالي خروجهم من المشروع بخفي حنين، أو اللجوء لأساليب ليست خافية تحت ضغط الالتزامات المالية…!!
وإلى أن ينتهي مسلسل تعذر إغلاق ملف السكن الشبابي المتعثر بطرطوس، والذي لا أفق له – على ما يبدو – على مقياس الأداء الرتيب الحاصل، سيظل الطريق طويلا أمام الحالمين، بدل أن يكون ملعبا وميدانا لمزيد من الإنجازات والتوسعات السكنية المنظمة التي لا تنقطع، لاستيعاب أحلام وتطلعات الشباب، ووضع حد للعشوائيات والضواحي السرطانية التي تنشأ وتنمو بين ليلة وضحاها رغم كل القوانين والتشريعات الزجرية…!