ميناء الترحيل الأمريكي
تقرير إخباري
الميناء الأمريكي في غزة ليس مخصصاً لإيصال المساعدات وإدخالها إلى غزة، بل إن الأمر على العكس من ذلك، إذ ربما يتعلق بإخراج الفلسطينيين في مخطط تآمري تم تصميمه والإعداد له بعناية من قبل الولايات المتحدة و”إسرائيل”.
وفي هذا الخصوص قال “الإسرائيليون” الصهاينة المتطرفون إنهم سيدفعون الفلسطينيين إلى البحر الأبيض المتوسط وهذه هو الهدف بالضبط، لكن كيف سيتم الوصول إلى ذلك؟ بالطبع سيتم الوصول إلى ذلك وكما جرت العادة عن طريق حجج واهية من خلال البدء بالإسقاط الجوي الأمريكي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وذلك من أجل جعل العالم يعتقد أن حكومة الولايات المتحدة تريد الظهور بمظهر المساعد لسكان غزة، وأن قلبها يقطر دماً ونواياها إنسانية خالصة تريد تخفيف الألم عن الفلسطينيين.
لقد اعتاد العالم على عمليات الإنزال الجوي الأمريكية للمساعدات، وانتقدها باعتبارها غير فعالة، وضئيلة، وبطيئة ، ومكلفة للغاية. وفي هذا السياق، تقول الولايات المتحدة بدلاً من التسليم الجوي، ستقوم بفعل الشيء نفسه بشكل أكثر فعالية وبتكلفة أقل، عن طريق البحر. والآن تقوم الولايات المتحدة ببناء “ميناء” غزة والعالم أجمع ينخدع بالاعتقاد بأن الهدف من إنشاء الميناء في غزة هو لمساعدة الفلسطينيين على البقاء في غزة ليس إلا، وفي توقيت جيد للغاية بالتعاون مع “إسرائيل” التي تقوم الآن بتصعيد هجماتها على غزة ورفح مرة أخرى، وبالمصادفة في نفس الوقت الذي تستكمل فيه الولايات المتحدة بناء “الميناء” إلى غزة.
إن الجوع، والموت، والمجاعة، والألم الذي لا نهاية له، والذي ينزل على سكان غزة صنعتهم “إسرائيل”، وبتصميم من قبل الولايات المتحدة، كما لا يمكن إنكار أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” قد خططتا بالفعل بشأن الدول التي ستستقبل 2.2 مليون فلسطيني لمغادرة غزة الآن. وذلك لأن ما يزيد على مليوني فلسطيني، الذين سيُجبرون قريباً على الخروج من غزة، لن يذهبوا إلى مصر، ولا إلى الأردن وفقاً للتخطيط الأمريكي، بل إلى أي مكان آخر على هذا الكوكب. وربما يمكن للاتحاد الأوروبي ككل أن يستقبل بسهولة مليون فلسطيني من غزة فقط لإرضاء الأمريكيين، والحفاظ على العلاقات مع “إسرائيل”. ويمكن لمليون فلسطيني آخر من غزة وفقاً للمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية أن يذهب إلى لبنان، والمغرب، وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وشرق آسيا، وما إلى ذلك، حيث ستحصل العديد من الدول على المليارات من الولايات المتحدة، إذا قبلت مائة ألف لاجئ فلسطيني، وهكذا يمر مليونا فلسطيني عبر “ميناء غزة” الأمريكي إلى العالم أجمع، وغزة تذهب إلى “إسرائيل” في استكمال للمخطط الأمريكي.
عناية ناصر