احتجاجات شعبية على الإعلام المضلل الأمريكي
تقرير إخباري
تتزايد موجة الدعم للشعب الفلسطيني في الولايات المتحدة يوماً بعد يوم، ولم يعُد المتظاهرون المناهضون لـ”إسرائيل” يكتفون بالمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإدانة الرئيس الأمريكي بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية من خلال وصفه بـ”جو الإبادة الجماعية”، بل هم الآن يدينون وسائل الإعلام التي تتميّز بتضليلها ودعمها الخفي لأعمال الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهذا أمر غير مسبوق. فقد حاول متظاهرون مناهضون لـ”إسرائيل”، قبل أيام قليلة، منع صحيفة نيويورك تايمز من مغادرة مطبعتها في كوينز، قبل أن يتم اعتقال 124 منهم عندما أغلق مقرّ صحيفة غراي ليدي في وسط المدينة، حسبما قالت مصادر لصحيفة واشنطن بوست، حيث نزل الحشد لأول مرة قبل الساعة الواحدة صباحاً بقليل في مركز طباعة كوليدج بوينت الذي يطبع أيضاً صحيفة بوست، وتناثرت على طريق الوصول لمنع الشاحنات من التقاط الصحف لتسليمها.
استلقى المتظاهرون، وكثير منهم ملثمون ويرتدون الكوفية الفلسطينية التقليدية، وربطوا بعضهم ببعض بأنابيب لتكوين سلسلة بشرية، ما أدّى إلى إغلاق أحد أكبر مصانع الطباعة في البلاد، التي تطبع أيضاً صحيفة وول ستريت جورنال، ونيوزداي، ويو إس إيه توداي، وحمل المتظاهرون لافتاتٍ مناهضة لـ”إسرائيل” كُتب عليها: “أوقفوا المطابع- فلسطين حرة” و”الموافقة على الإبادة الجماعية تتم هنا”، وانتهت العملية بسلام دون حدوث أي اعتقالات، وفقاً لشرطة نيويورك. وتمكّنت الشاحنات في النهاية من الوصول إلى الموقع واسترداد السجلات. وقالت التايمز: إنها لم تتعرّض لأي انقطاع كبير في أعمالها. ومع ذلك، بعد ساعات، تدفق أكثر من 100 شخص إلى ردهة التايمز، وهم يردّدون شعاراتٍ متطابقة معادية لـ”إسرائيل”. اقتحمت المجموعة مبنى التايمز، حوالي الساعة 10 صباحاً، وكانت تحمل مرة أخرى لافتاتٍ كبيرة كتب عليها: “أوقفوا الصحافة، فلسطين حرة”. واستبدلت لافتات أخرى كلمة “التايمز” في اسم الصحيفة بكلمة “جرائم حرب، وشعار آخر ردّده الحشد الغاضب: “نيويورك تايمز، لا يمكنك الاختباء – نحن نتهمك بالإبادة الجماعية”. وأظهرت لقطات الفيديو المتداولة الضباط وهم يقومون بتجميع المتظاهرين الذين رفضوا المغادرة. وقالت مصادر إنفاذ القانون للصحيفة: تم اعتقال 124 شخصاً بتهمة التعدّي على ممتلكات الغير. وقالت صحيفة التايمز: إن الاحتجاجات الحاشدة يوم الخميس، وهي الأحدث في مكتب جراي ليدي، لن تؤثر في تغطيتها.
وفي سياق تعليقها على هذه الاحتجاجات، أشارت التايمز إلى أن ما سمّتها “الحرب بين إسرائيل وحماس”، “هي واحدة من أكثر الأحداث العالمية إثارة للانقسام في التاريخ الحديث. وبوصفنا مؤسسة إخبارية مستقلة، نتلقى بانتظام انتقاداتٍ من أولئك الذين يمثلون وجهات نظر راسخة، على أمل تغيير تقاريرنا لدعم مواقفهم. وبينما ندعم حق الجماعات والأفراد في التعبير عن آرائهم، فإننا لن نسمح للنقاد أو جماعات المناصرة بالضغط علينا لتغطية النزاع بشكل كامل وعادل”.
هيفاء علي