اليابان تعرّض حياة البشرية للخطر
تقرير إخباري
قالت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية إنها أكملت الجولة الرابعة من تصريف المياه الملوّثة نووياً من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية المتضرّرة إلى البحر، وإنها ستبدأ الجولة التالية من عمليات التصريف في نيسان.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة تيبكو قامت بتصريف ما يقرب من 31200 طن متري من المياه الملوّثة نووياً منذ 24 آب من العام الماضي.
ولكن على الرغم من أنها تمّت معالجتها بنظام معالجة سائل متقدم، إلا أن المياه الملوّثة نووياً لا تزال تحتوي على أنواع كثيرة من العناصر المشعة، وبالتالي تعرّض اليابان حياة الناس وصحّتهم في جميع أنحاء العالم للخطر. وقد وقعت سلسلة من الحوادث في هذه العملية, ففي 7 شباط، تسرّب ما يقرب من 1.5 طن متري من المياه الملوّثة نووياً من محطة دايتشي للطاقة النووية وتسرّبت إلى التربة، ما يعني إطلاق 6.6 مليارات بيكريل من المواد المشعّة إجمالاً، بالإضافة إلى أنه في الساعات الأولى من يوم 22 شباط، انطلق إنذار حريق في منشأة بمحطة الطاقة النووية المستخدمة لحرق النفايات، مصحوباً بتصريف البخار.
ويبدو أن شركة تيبكو والحكومة اليابانية غافلتان عن حجم الضرر المحتمل الذي يمكن أن يسبّبه تصريف المياه الملوثة نووياً، ففي 21 من آب، وفي مواجهة احتجاجات الصيادين وجمعياتهم في فوكوشيما وبالقرب منها، وعد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بتقديم الدعم الكامل لمجتمعات الصيد خلال فترة تصريف المياه الملوّثة نووياً، التي قد تستمر ثلاثة عقود.
إن اليابان مشغولة بتنفيذ أعمال العلاقات العامة المثيرة، وبينما ينحني ساستها برشاقة في المؤتمرات الصحفية يأكل وزراؤها المأكولات البحرية في فوكوشيما للإشارة إلى أنها آمنة للاستهلاك؛ حتى إن سفير الولايات المتحدة لدى اليابان رام إيمانويل قام بزيارة فوكوشيما لتذوّق المأكولات البحرية هناك.
ولكن لا بدّ من التنويه إلى أن أياً من جهود العلاقات العامة هذه لن تتمكّن من منع العواقب الناجمة عن تصريف المياه الملوّثة نووياً التي لا رجعة فيها، واليابان ملزمة بإنشاء آلية مشاركة موضوعية مع البلدان المجاورة وأصحاب المصلحة الآخرين لتحديد أفضل طريقة لمعالجة المياه.
عائدة أسعد