توقف الدوري فرصة لمراجعة حسابات الشغب وتوعية الجماهير
ناصر النجار
مرّ الأسبوع الأخير من الدوري الكروي الممتاز قبل التوقف الدولي وهو الأسبوع السادس من مرحلة الإياب بسلام فجرت جميع المباريات بسلاسة باستثناء مباراة ديربي اللاذقية بين تشرين وجبلة، فحفلت بالشتائم المتبادلة من الطرفين ولم يكن هناك أي مبرر لهذه الشتائم لأنها كانت مقررة مسبقاً لأنها بدأت من قبل انطلاق المباراة وحتى نهايتها، فالحساسية تضرب مباريات الجيران في عادة قديمة لكنها بالفترة الأخيرة زادت عن حدها قليلاً، لذلك لم نجد العوامل التي تدفع أي من جمهور تشرين أو جبلة لتبادل الشتائم في هذه المباراة، ولعلها كانت بمنزلة إثبات الوجود، لأن الصورة هذه كانت صورة مكررة عن مباراة الذهاب، وكأن الموضوع يعادل رد اعتبار ليس على أرض الملعب فقط إنما وفي المدرجات أيضاً.
الحساسية هذه إن كان من الصعب أن تزول فلا بد من تخفيفها قدر الإمكان والابتعاد عن شحن الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، فمباريات الجيران من جملة المباريات والمفترض أن تجمعها محبة الجيرة لا العداوة والبغضاء، وهذا الدور يجب أن يمارسه الأكثر وعياً في إدارات الأندية وأن تقوم المكاتب الإعلامية للأندية بدور التوعية للجمهور وأن يتخلص البعض عن دور الضاغط الذي يلهب الأجواء حساسية وعصبية رياضية لا داع لها وليس لها أي مبرر.
المباريات مكان جيد ومناسب ليدعم المشجع فريقه ولتمارس الجماهير شغف كرة القدم ومحبتها بكل طرق التعبير المحببة، وهذا أفضل بكثير من شغب وشتائم ومخالفات كثيرة تجر عقوبات وغرامات مالية كثيرة.
الطريقة الأخرى من الشغب الجماهيري هي عندما ينقلب الجمهور على فريقه من باب الاعتراض والاحتجاج على أداء الفريق ولاعبيه وربما الإدارة، وحدث هذا المشهد في هذا الموسم كثيراً، رأيناه بملاعب دمشق من بعض جماهير الوحدة تهاجم الإدارة واللاعبين في فترة سابقة، وجمهور حطين عاتب فريقه ومدربه بعد الخسارة مع الساحل، وجمهور الساحل لام الفريق والإدارة بعد الخسارة مع الوحدة وقد وضع الفرق قدمه في الهبوط، وشعر الجميع بحالة من الغضب الصادر من جمهور الطليعة احتجاجاً على تردي مستوى الفريق وتعرضه للخسارات المتعددة وآخرها يوم الجمعة الماضي.