في عيدهن.. الأمهات عمل استثنائي لمجابهة الظروف وتحمل الاعباء المعيشية
دمشق – ميس بركات
لم تعرف الاستسلام أو الهزيمة وكانت بحق رمزاً للأم السورية التي لا زالت تلقّن نساء العالم دروساً في العطاء والتضحية المتجلية بأسمى معانيها مع كل الشدائد التي تتعرض لها وتقاسيها بدءاً من أعمالها المنزلية وليس انتهاءً بدخول الغالبية العظمى من الأمهات في سوق العمل الخاص والعام لتأمين مصدر دخل لأبنائهن خاصّة وأن الأم السورية عاشت تجارب استثنائية بفقدانها ربّ منزلها ومعيلها الوحيد وانطلاقها إلى ميادين العمل بعد أن ذاقت مرارة العيش مع الغلاء الفاحش، ناهيك عن الأمهات اللواتي خلقن في منازلهن مشاريعهن الخاصة والاستثنائية لمشاركة الرجل بالدخل لاسيّما مع ارتفاع المستوى المعيشي وعدم قدرة ربّ الأسرة على مجابهة قسوة الحياة لوحده، فدخول الأمهات إلى سوق العمل ليس بالأمر السهل لاسيّما وأن ذلك يُضيف أعباء كثيرة على واجباتها المنزلية والأسرية، ومع ذلك استطاعت النجاح في كل مرة وتبوأت الكثيرات من الأمهات مراكز مرموقة.
وفي عيد الأم السورية الصامدة، هي وأبنائها، في بلدها، تحدثت أسماء العلي (علم اجتماع) عن رمزية هذا اليوم وخصوصيته لجميع الأمهات السوريات وخاصة الأمهات العاملات اللواتي ما زلن يفتقدن للكثير من حقوقهم في العمل، بدءاً من تدني الأجور مروراً بضغط ساعات العمل الطويل، إذ لا تخلو جميع الأعياد والمناسبات من مطالب الأم العاملة بأدنى حقوقها بإجازات الأمومة إلّا أن شيئا لم يتغير، ونوّهت الباحثة الاجتماعية في حديثها إلى الأبناء وما يحمله هذا العيد لهم من معاني إلّا أن صعوبة الوضع المعيشي وضع الكثيرين اليوم بموقف مخجل خاصّة وأن شراء أقل هدية يحتاج لأكثر من راتب، فتزامن عيد الأم مع عيد المعلم وقدوم شهر رمضان خلق حالة من عدم التوازن وعدم القدرة على إعطاء أي مناسبة حقها، لتخرج هدية الأم من دائرة حسابات الكثير من الأبناء هذا العام.
مارييت خوري، أمينة الثقافة والإعلام بالاتحاد العام لنقابات العمال، أكدت أن الأم العاملة صانت الأمانة، وحافظت على الأصالة وحملت رسالتها بكل جدارة، لذا كان علينا في لجنة المرأة العاملة و لاسيما في ظل هذه الظروف أن نعزز الدور المنوط بها وجميع النساء العاملات، وهن يكافحن مع أرباب أسرهن وأبنائهن بالإسهام في عملية التنمية وزيادة العمل وتحسين الإنتاج حتى ينهض مجتمعنا بعملية التنمية المستدامة، فالأمهات العاملات بعملهن وتفانيهن يؤكدن على مضاعفة العمل وبذل الجهود وزيادة الإنتاج وتحسينه واضعات النهوض ببناء الوطن وعزته وازدهاره والسير به نحو النصر والأمان نصب أعينهن.
وأوضحت أن قوة أي مجتمع تنبع من دور الأم كونها المعنية بعملية إعادة بناء الأجيال وتحصينهم فكرياً ووجدانياً وتنشئتهم على قيم التضحية والعطاء وغرس الانتماء الحقيقي إلى تراب الوطن.