من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي
تقرير إخباري
أعلنت المقاومة اليمنيّة عن توسيع نطاق استهدافها للسفن الإسرائيليّة والأمريكيّة والبريطانيّة إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، ما يشكّل تحوّلاً مهمّاً في المعادلة اليمنيًة للدفاع عن غزّة.
لقد فاجأت الهجمات التي شنّتها المقاومة اليمنيّة على السفن الأمريكيّة في المحيط الهندي، القوى العالميّة المتغطرسة وأثارت حالة من الفوضى والإرباك لديها، فلم تتمكّن من الحدّ من الهجمات على السفن الإسرائيليّة أو المتجهة إلى الكيان، كما أنّها لا تمتلك الجرأة والشجاعة الكافية للمجازفة بالنزول على البرّ اليمني، وهي على هذه الحال تراقب في كل يوم تطوّر القدرات العسكرية اليمنيّة التي تواجه بنديّة واقتدار آلة الحرب الأمريكيّة والبريطانيّة مجتمعة وتسجّل عليها أهدافاً نوعيّة وغير مسبوقة.
وكانت المقاومة اليمنيّة قد أعلنت منذ تشرين الأول ٢٠٢٣ عن تنفيذ عمليات بحريّة ضدّ السفن الإسرائيليّة أو المتجهة إلى “إسرائيل” دعماً وإسناداً للمقاومة في غزّة، ولكن مع تدخل الولايات المتحدة وتشكيلها تحالفاً دوليّاً بحريّاً في كانون الأول الماضي، وتشكيل الاتحاد الأوروبي قوّة مماثلة للتحالف الأمريكي في شباط الماضي، ومع إصرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة، صعّدت القوّات اليمنيّة من هجماتها لتتجاوز مياه البحر الأحمر إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، في إنجاز استراتيجي وتاريخي سيحسب له الغرب ألف حساب، وسيجعل من اليمن لاعباً مركزيّاً في المنطقة.
وكان المتحدّث العسكري باسم القوّات المسلّحة اليمنيّة، العميد يحيى سريع، قال في بيان:” إنّ القوّات المسلّحة اليمنيّة وسّعت نطاق عملياتها البحريّة، ليشمل المحيط الهندي، حيث استهدفت القوّات المسلّحة اليمنيّة هناك ثلاث سفن أمريكيّة وإسرائيليّة”. مهدّداً باستهداف السفن المرتبطة بالكيان التي تبحر في المحيط الهندي عبر رأس الرجاء الصالح.
وعقب العمليّة ناشد مسؤول أمريكي حكومات العالم للانضمام إلى الولايات المتحدة لوقف هذه الهجمات، في إشارة واضحة إلى أنّ واشنطن باتت عاجزة عن استيعابها.
ونقلت شبكة (CNN ) الأمريكيّة عن مسؤول أمريكي قوله:” إنّ العمليات تفاجئ القوّات الأمريكيّة في البحر الأحمر، التي ليس لديها أيّة فكرة عمّا تمتلكه صنعاء من أسلحة”. ذلك أنّ القوّات المسلّحة اليمنيّة باتت تمتلك وسائط قتاليّة متطوّرة تستطيع من خلالها تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف محدّدة. فضلاً عن امتلاكها قدرات استخباريّة عالية المستوى تمكّنه من شلّ حركة الملاحة لقوى العدوان في البحر الأحمر والمحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح.
لا شكّ في أنّ التصعيد اليمني يُعدّ تحوّلاً مهمّاً في المعادلة اليمنيّة لنصرة الشعب الفلسطيني في غزّة، قد يقود إلى توسيع نطاق الحرب ليتطوّر إلى حرب إقليميّة لا يحمد عقباها، أو يجبر الولايات المتحدة على إعادة النّظر في موقفها من الحرب والضغط على ربيبتها “إسرائيل” لوقف العدوان الوحشيّ على قطاع غزّة.
د.معن منيف سليمان