الجزائر وروسيا وإيران والصين تُدين الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على سورية وممارسات الاحتلال الأمريكي على أراضيها
نيويورك-سانا
جدّدت الجزائر تأكيدها على وجوب احترام سيادة وسلامة أراضي سورية، ووضع حدٍّ للاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة عليها.
ونقلت وكالة (واج) الجزائرية للأنباء عن المندوب الجزائري الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع قوله خلال اجتماع لمجلس الأمن حول سورية متحدثاً باسم (مجموعة إيه +3) المكونة من (الجزائر، موزمبيق، سيراليون، غويانا): “نطالب بالوقف الفوري لهذه الأعمال مع التأكيد على احترام السيادة والسلامة الترابية لسورية، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها”.
ودعا جامع باسم المجموعة إلى تنسيق دولي فعال لتقديم العون للحكومة السورية في مكافحة التنظيمات الإرهابية، واستعادة السيطرة على كامل التراب السوري.
كما دعت المجموعة حسب ابن جامع إلى تمويل كاف لخطة الاستجابة الإنسانية في سورية من أجل مواجهة التحديات وتداعيات الإجراءات القسرية ضدها، والتي أثرت بشكل سلبي على اقتصاد البلاد، وزادت من التحديات الإنسانية التي تواجهها سورية.
وفي السياق ذاته جدّدت الصين انتقادها للاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الأراضي السورية، مؤكدة أنها تشكل انتهاكاً خطيراً لسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها.
ونقلت وكالة شينخوا عن قنغ شوانغ نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة قوله خلال الجلسة: إنه منذ اندلاع الأحداث الحالية في فلسطين شنّت “إسرائيل” عبر هضبة الجولان المحتلة غارات جوية متكرّرة ضدّ مواقع مختلفة في سورية، في انتهاك خطير لسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
إلى ذلك دعا المندوب الصيني المجتمع الدولي لبذل جهود جماعية لزيادة المساعدات الإنسانية لسورية وتوفير الدعم المالي الكافي وغير المخصص لمشاريع التعافي المبكر في أرجاء كل البلاد، لافتاً إلى أن الدعم من دول المنطقة يمكن أن يعطي زخماً جديداً لاستقرار الأوضاع في سورية.
كما أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الولايات المتحدة تواصل نهب الثروات السورية بحجة مكافحة الإرهاب.
وقال نيبينزيا خلال الجلسة: “في شهر أيلول القادم سيمر عشر سنوات على الوجود العسكري غير الشرعي للولايات المتحدة في سورية والذي يختبئ وراء ذريعة مكافحة الإرهاب المزعومة، وفي الواقع فإنهم منخرطون في نهب موارد سورية ويلعبون دوراً مزعزعاً للأمن والاستقرار”.
وأضاف نيبينزيا: “إن الأمريكيين توقفوا عن القتال ضد الإرهابيين في سورية بمن فيهم تنظيم داعش بل استخدموا هؤلاء الإرهابيين لتحقيق المصالح الأمريكية الخاصة ولأعمال التخريب والتدمير وقتال الجيش السوري، كما أنهم يسعون بالتعاون مع حلفائهم الأوروبيين إلى تبييض صفحة إرهابيي جبهة النصرة التي تسيطر على منطقة إدلب”.
وأشار نيبينزيا إلى نفاق واشنطن فيما يتعلق بوصول المساعدات الإنسانية إلى سورية، حيث تتحدث باستمرار عن أهمية وفعالية الإمدادات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة عبر الحدود إلى المناطق الشمالية الغربية من سورية.
ولفت نيبينزيا إلى أن الأمم المتحدة أرسلت عشرات بعثات التقييم والمراقبة إلى شمال غرب سورية من الأراضي التركية، ولكن لا دمشق ولا أعضاء مجلس الأمن يعرفون شيئاً عن الأغراض الحقيقية لهذه الرحلات، ولا تزال الطلبات المتكررة بهذا المعنى من السلطات السورية دون إجابة.
وقال نيبينزيا: “إن هناك استنتاجاً واحداً فقط يترتب على ذلك وهو أن أمانة الأمم المتحدة تضع التعاون مع إرهابيي جبهة النصرة فوق التعامل مع السلطات الشرعية في الجمهورية العربية السورية، ولا داعي للحديث عن الوفود الغربية في مجلس الأمن فهم على استعداد للتسامح مع إرهابييهم في إدلب بكل شيء”.
وأكد المندوب الروسي أن الاعتداءات الجوية الإسرائيلية على أراضي سورية تنتهك سيادتها والقواعد الأساسية للقانون الدولي، وقال: “إننا نشعر بالقلق بشكل خاص إزاء تكثيف هجمات القوات الإسرائيلية على أهداف مدنية سورية وتحمل مثل هذه الأعمال غير المسؤولة خطر جر المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق”.
وأضاف نيبينزيا: “ندين بشدة مثل هذه الهجمات على أراضي الجمهورية العربية السورية، ونعتبرها انتهاكاً صارخاً لسيادة هذه الدولة والأعراف الأساسية للقانون الدولي، ونلاحظ أيضاً أن لهذه الغارات عواقب خطيرة على الاستجابة الإنسانية في الوقت المناسب لهياكل الأمم المتحدة”، لافتاً إلى أن صمت الدول الغربية عن الهجمات الإسرائيلية هي نفاق واضح.
بدوره دعا مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني مجلس الأمن إلى وقف اعتداءات كيان الاحتلال الإسرائيلي الاستفزازية على الأراضي السورية وتحميله مسؤولية هذه الأعمال العدوانية.
وقال إيرواني: “لا يمكن حل الأزمة في سورية من دون دعم كامل لسيادة ووحدة وسلامة أراضيها”، مشدداً على أنه لا يمكن تجاهل هذه العناصر الأساسية بأي شكل من الأشكال.
وأضاف إيرواني: “إن الإجراءات المتمثلة بتسييس المساعدات الإنسانية ومنع عودة اللاجئين والنازحين وفرض عقوبات أحادية الجانب لن تؤدي إلا لإطالة أمد هذه الأزمة وتفاقم معاناة الشعب السوري”، موضحاً أن معالجة الأسباب الجذرية للأزمة تتطلب اتخاذ خطوات جوهرية لضمان السلام والأمن والاستقرار الدائم، ويجب على جميع الأطراف المعنية الالتزام التام بالعديد من المبادئ الأساسية.
وأشار إيرواني إلى أن الشعب السوري لن يتسامح مع استمرار احتلال أرضه أو أي انتهاك لسيادته ويجب على المجتمع الدولي أن يقف ضد هذه الأعمال لأنها تتناقض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مؤكداً أن بلاده تجدد مرة أخرى طلبها بالانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية بشكل غير شرعي وخاصة القوات الأمريكية.
وأوضح إيرواني أن استعادة وحدة الأراضي السورية تتطلب بذل الجهود لمكافحة جميع التنظيمات الإرهابية من دون هوادة قائلاً: إن “أي توقف في هذه العمليات سيتيح الفرصة لهذه التنظيمات لتعزيز مواقعها وارتكاب المزيد من الجرائم، وسيؤدي ذلك إلى إطالة أمد الأزمة وجعل الوصول إلى حلّ سياسي أكثر صعوبة”.
وأضاف إيرواني: إن تقديم المساعدات العاجلة مهم للغاية لكنه لا يُمكن الاعتماد عليه كحل مستدام وطويل الأمد، موضحاً أنّه يجب التركيز على إعادة إعمار البنية التحتية الحيوية وتهيئة الظروف لعودة آمنة للاجئين والنازحين، ودفع العملية السياسية إلى الأمام وإلغاء فوري للعقوبات الأحادية الجانب على سورية.
وجدد إيرواني التأكيد على التزام بلاده بحل هذه الأزمة ومواصلة دعم العملية السياسية التي يقودها السوريون بأنفسهم والتي تسهلها الأمم المتحدة واستمرارها بمساعدة سورية حكومةً وشعباً على استعادة وحدة وسلامة أراضيها، معرباً عن دعم الجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون من أجل استئناف جلسات لجنة مناقشة الدستور باعتبارها آلية فاعلة لتعزيز العملية السياسية.