بعد التعادل “الفضيحة” مع ميانمار.. منتخبنا يلاحق أحلام التأهل للمونديال
ناصر النجار
يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته الثانية مع منتخب ميانمار عند الساعة العاشرة من مساء اليوم ضمن مباريات الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم ونهائيات الأمم الآسيوية لحساب المجموعة الثانية.
مباراة الذهاب التي جرت الخميس في يانغون عاصمة ميانمار انتهت إلى التعادل بهدف لهدف، والنتيجة تعتبر فضيحة في عالم كرة القدم أصابت جماهيرنا الكروية بصدمة ما بعدها صدمة، حتى المطبلون لاتحاد كرة القدم عجزوا عن تبرير هذا التعادل الذي كان بمنزلة الخسارة، وقد تكون أي نتيجة في عالم كرة القدم ليست نهاية العالم لكن مع ميانمار قد تكون نهاية حظوظ منتخبنا، وقد تكون سبباً بعدم تأهله إلى الدور الثاني من التصفيات التي تضعنا على بعد خطوة واحدة من المونديال.
بلا شكّ فإن الجميع يتحمل المسؤولية، وخاصة المدرّب الذي حمل على عاتقه شكل المنتخب فاختار من اختار وأبعد من أبعد، حتى أن (الموضة) الجديدة في المنتخب صارت التعذر بالإصابة عندما يريدون استبعاد أي لاعب آخر تحاشياً لعدم تكرار قصة السومة!.
الواضح أن منتخبنا ومدرّبه لعبوا المباراة باستهتار كامل بالفريق المنافس، فلم يحترموا مبادئ كرة القدم، فعلّمهم هذا المنتخب الذي يسكن الترتيب 162 عالمياً كيف تدار كرة القدم، لا نريد العودة إلى الوراء وفتح ملف إبعاد السومة عن المنتخب وأثره السلبي على فاعلية الهجوم، والحقيقة أن كل البدلاء لم يشغلوا موقعه وبقي مكانه فارغاً، حتى بابلو صباغ لم يقنع وقيل إنه غير جاهز وهو يعاني من الإصابة، فكيف نستبعد لاعباً هدافاً وجاهزاً ليشغل مكانه لاعب مصاب.
وفي الخيارات الأخيرة لم يكن المدرّب موفقاً، ولا ندري سبب استدعاء مرديك مردكيان وهو في أسوأ حالاته ولم يظهر بالمستوى الجيد مع حطين في الدوري ولم يسجل أي هدف في الدوري علاوة عن وزنه الزائد! فهل عدمنا البديل المناسب؟ والغريب أن كل اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية كان دورهم سلبياً في المباراة، فأي ثقافة يتمتع بها هؤلاء؟.
القضية ليست مسؤولية المدرّب وحسب، بل هي مسؤولية اتحاد كرة القدم الذي عليه ألا ينصاع لكل شيء يطلبه المدرّب، فالاتحاد أمين على المنتخب والمفترض أن يتدخل وقت الحاجة، الشيء المهمّ أن الحوار مع المدرب يتم عبر المدرب المساعد فقط، وهذا يعني أن مقاليد الأمور بيد المدرب والمترجم المصري، فهل عجز اتحادنا عن تأمين مترجم يكون ثقة ولا مصلحة له مع المدرب؟ هذه نقيصة وعلى اتحاد كرة القدم تداركها حتى لا تكون السيطرة بيد شخص واحد يقرر ما يريد ونبقى عمياناً عن الكثير من الحقائق.
منتخبنا اليوم وضع نفسه في موقف حرج وزاد الضغط عليه، وبات لزاماً عليه أن يفوز على ميانمار، مع العلم أن وضع كوريا الديمقراطية ما زال غامضاً بتحديد مكان اللعب، وبالتالي تأجلت مباراته مع اليابان وقد تلغى، وربما يستبعد المنتخب الكوري من التصفيات، وسنبقى بانتظار القرار الدولي، على كل حال شفي عمر خريبين من الإصابة والتحق بالمنتخب، كما التحق به محمود داود المحترف الجديد، لذلك فإن الآمال معقودة على الفوز اليوم وغير ذلك ستبقى أحلام كرتنا مؤجلة إلى إشعار آخر.