سلاح المجاعة في غزة
تقرير إخباري
حذّر تقرير أممي من مجاعة كارثيّة وشيكة قد تقع شمالي قطاع غزّة، وذلك أنّ الكيان الإسرائيلي يقيّد وصول المساعدات الإنسانيّة حيث يستخدم المجاعة سلاحاً للحرب ضدّ المدنيين في قطاع غزّة.
وعلى الرّغم من العدوان الهمجي الذي شنّه جيش الاحتلال على شمالي قطاع غزّة، الذي دفع الفلسطينيين إلى النزوح من مدنه، لا يزال هناك أكثر من ٣٠٠ ألف فلسطيني محاصرين في شمالي القطاع، حيث يواجه هؤلاء خطر المجاعة من الآن حتى الأشهر القليلة المقبلة، وفقاً لتقرير تدعمه الأمم المتحدة أعلن عنه في الـ١٨ من آذار الحالي.
وجاء في التقرير الأممي الذي يستند إلى “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، أنّ ٧٠ بالمئة من سكان شمالي قطاع غزّة أي أكثر من ٢١٠ آلاف شخص يواجهون “جوعاً كارثياً”.
وذكر التقرير أنّ شمالي قطاع غزّة والمحافظات التابعة له تمّ تصنيفها في المرحلة الخامسة، وهي مرحلة خطيرة تشير إلى “الجوع الكارثي” من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، في حين أنّ مدن جنوبي القطاع تمّ تصنيفها في المرحلة الرابعة التي تعني “حالة الطوارئ”.
وأضاف التقرير: إنّ نحو ١.١ مليون شخص يواجهون مستوى كارثياً من الجوع في جميع أنحاء قطاع غزّة، ما يمثل نحو نصف السكان.
وحذّر التقرير من أنّه إذا ما وسّعت “إسرائيل” هجومها على مدينة رفح المكتظّة بالسكان في جنوبي القطاع، فإنّ القتال قد يدفع نحو نصف إجمالي سكان غزّة البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة إلى مواجهة مجاعة كارثية.
وفي هذا السياق، قال “جوزيف بوريل”، مفوّض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات: “لم يسجّل أيّ تحليل للتصنيف المتكامل للأمن الغذائي مثل هذه المستويات من انعدام الأمن الغذائي في أي مكان في العالم”.
وبُعيد صدور بيان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أصدرت منظّمة الأغذية والزراعة (فاو) بياناً، وجّهت فيه نداء للاستجابة العاجلة لإيصال المساعدات لمواجهة المجاعة الوشيكة في غزّة.
ويقيّد الكيان الإسرائيلي وصول المساعدات الإنسانية ويمنع وصولها إلى قطاع غزّة، حيث تقول فرق الإغاثة الأممية: إنّها تواجه عمليّة إسرائيليّة مرهقة لإيصال المساعدات الإنسانيّة، وإنّ التوزيع في معظم أنحاء غزّة وخاصّة في المناطق الشمالية أمر بات مستحيلاً عمليّاً بسبب القيود الإسرائيليّة والأعمال العدائيّة المستمرّة وانهيار القانون والنظام.
وفي هذا الصدد، تقول “سيندي ماكين”، رئيسة برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة: “إنّ التحدّي الرئيس هو عدم السماح لموظفي الإغاثة بالعمل لتوفير الغذاء وتجنّب المجاعة، إلى جانب الحاجة إلى وقف إطلاق النار”.
وأضافت “ماكين: “إنّ الأمر محبط للغاية بالنسبة لنا، لأنّ لدينا طعاماً خارج الحدود بين مصر والأردن.. سنكون قادرين على إطعام ٢.٢ مليون شخص لمدّة ثلاثة أو أربعة أشهر بهذه الطريقة.. لدينا الطعام جاهز للدخول، ولكنّنا لا نستطيع إدخاله”.
وفي السياق نفسه، اتّهم بوريل، “إسرائيل” بإحداث مجاعة في قطاع غزّة، واستخدام التجويع سلاحاً في الحرب ضدّ المدنيين في غزّة.
وأضاف: “هذا غير مقبول.. المجاعة تستخدم سلاح حرب.. “إسرائيل” تتسبّب في المجاعة”.
د. معن منيف سليمان