جمال السلومي: أكتب القصة بمزاج طفل وأبتعد عن التقريرية
حمص- عبد الحكيم مرزوق
يكتب القاص جمال قاسم السلومي قصصه للكبار والصغار، وتحمل تجربته القصصية ملامحها التي تدلّ على الاستفادة من تفاصيل حياة جعلته يتجه نحو عالم القصة الذي لا يبدو سهلاً من دون وجود الموهبة والمغامرة لدخول هذا العالم الصعب.
تكتب القصة القصيرة للكبار والصغار، هل تحدثنا عن تجربتك في كتابة القصة الطفلية؟.
بالمصادفة البحتة بدأت الكتابة للأطفال، إذ وجدت أحد أبنائي وقد كتب قصة طفلية في دفتره، فأعجبت بها، فهذبتها إملائياً ونحوياً وأرسلتها إلى إحدى مسابقات قصص الأطفال ففازت بجائزة، ومن حينها حمّلني طفلي أمانة الكتابة للأطفال وكان ذلك، فأصدرت ثلاث مجموعات هي “أحلام قوس قزح” 2020، و”حكايات وليد” 2021، و”قصص وحكايات” 2022.
تعتمد في قصصك الطفلية على شخصية واحدة تكاد تتكرر في معظم المجموعات، فما الهدف من تكرار هذه الشخصية؟.
معظم قصصي الطفلية تدور حول شخصية وليد الذي كان بطل قصتي الأولى “تراب الجنة”، وقد ارتأيت أن تدور بقية القصص حول ذات الشخصية، ووجدت أن تكرار هذه الشخصية المحورية قد أصبح لها هواة وعشاق، لأنّها رسخت في أذهان الأطفال وأصبح لها عالمها الخاص والمحبّب، ومع هذه الشخصية يصبح الميل إلى الاقتناع بأقوالها وأفعالها وأفكارها أمراً سهلاً فتصبح ذات تأثير على سلوكهم وتصرفاتهم.
هل كان في تصورك أن تصبح قصصك الطفلية مسلسلاً تلفزيونياً موجهاً للأطفال؟.
لقد أصبحت شخصية وليد شخصية محورية في مجموعاتي القصصية، وهذه الشخصية موجودة في البيت والشارع والمدرسة والبستان والمشفى، وعبر هذه الشخصة تتداعى وتتوالى الأفكار لتكون سلسلة من الحكايات، وقد نجحت أخيراً في إيصال كتاباتي إلى مجلة “أسامة”، فأصدرت كتيباً مقترناً بالرسوم “لماذا لم تثمر نبتتي” وقد تصبح بداية لمجموعة كتيبات.
هل تعتقد أن مخاطبة الأطفال يمكن أن تعتمد على الوعظ والإرشاد؟.
الكتابة للأطفال من أصعب أنواع الكتابة الأدبية، فعلى الكاتب كما أعتقد أن يتقمّص شخصية الطفل، وأن يتصرف تصرفاته، وأن يفكر بأسلوبه، وأنا أبتعد عن التقريرية والمباشرة والوعظ، وأكتب القصة بمزاج طفل وتفكيره، أكتب له قصة جميلة وشائقة، بأسلوب شيّق فيه من الإبداع والإثارة والتشويق، وبأفكار مرتبة بصورة منطقية ومقنعة، وبموضوعات لافتة مع تنوع في النهايات ما بين المفتوحة والمغلقة، وأن تكون القصة ذات قيمة أخلاقية أو تربوية أو قيمية.
ما هو رأيك بأدب الطفل في سورية؟.
أدب الطفل في سورية بخير، ومع ذلك يحتاج إلى مزيد من الدعم والرعاية، وهناك الكثير من الكتّاب المرموقين في أدب الأطفال، ولا أريد ذكر أمثلة، لكن ما يزال هناك فجوة كبيرة ببن كل المطبوعات بشكل عام وبين مطبوعات أدب الأطفال.
برأيك.. كيف يمكن الارتقاء بمستوى إصدار قصص الأطفال؟.
لا شكّ في أن قصص الأطفال تعاني خللاً في الوجود بالساحة الأدبية، والسبب في كثير من الأحيان ندرة كتّاب القصة الطفلية، وعدم تخصّص أديب في القصة الطفلية، فهو يكتب القصة للكبار وأحياناً الرواية وأحياناً للمسرح، لذا على الدوائر الثقافية عندنا أن تدعم نتاج أدب الأطفال وأن تعمل على طباعة المجموعات القصصية، فالعبء المادي حال دون متابعة الإصدارات، لكن أشير هنا إلى أنّ دور النشر الخاصة ساهمت بشكل جيد في دعم أدب الأطفال عن طريق قصص مرسومة وملونة بألوان زاهية جميلة، ما يدفع الأطفال لمتابعتها واقتنائها.
لماذا لست عضواً باتحاد الكتاب العرب مع أن لك ثلاث مجموعات قصصية للأطفال ومثلها للكبار ورواية؟.
للأسف تقدّمت مرتين بطلب عضوية الاتحاد ـ جمعية القصة والرواية ـ وفي المرتين كان الردّ بالرفض.
فزت مؤخراً بجائزة القصة القصيرة في اتحاد الكتّاب، ماذا يعني لك هذا؟.
أعتقد أن المسابقات والجوائز غير حيادية تماماً، فهي تخضع أولاً وأخيراً لذائقة أعضاء اللجان، وقد يكون البعض غير متخصّص في هذا المجال فيكون حكمه جائراً وبعيداً عن الواقعية، عندما لم أقبل بعضوية الاتحاد أقنعت نفسي بعدم أهمية ما أكتبه، وقد قرّرت أكثر من مرة التوقف عن الكتابة، لكن الجائزة جعلتني أعيد النظر، وفوزي أقنعني أن ما أكتبه ذو قيمة وبأنه عليّ متابعة المشوار والشكر للاتحاد على الحيادية والتكريم.