قضية “داهود” تدخل على خط المنافسة الدرامية بحبكة ضعيفة
علي حسون
في غمرة المسلسلات الدرامية وقصصها الغامضة دخل اتحاد كرة القدم على خط المنافسة من خلال قصة اللاعب محمود داهود، وما جرى من أحداث دراماتيكية بتلبية دعوته للمنتخب الوطني، وبعد ساعات قليلة يغادر اللاعب المعسكر بطريقة لا تحدث إلا في الأفلام الهوليودية، لتنشغل صفحات التواصل الاجتماعي بهذا الخبر المفاجئ، وما بين نفي وتأكيد استمر لساعات تفاوضية – إن صح القول – مع اللاعب، خرج بيان مكتوب من اتحاد كرتنا يؤكد مغادرة اللاعب نتيجة عدم المقدرة على تلبية طلباته التعجيزية!
وحسب التسريبات غير المؤكدة، فقد أصر اللاعب على ارتداء شارة كابتن المنتخب مع تغييرات باللاعبين وعقلية التدريب للوصول إلى طلب حارس خاص له في الملعب لم تقنع كثيراً المتابعين والمهتمين، إذ وصفها العديد من المختصين بالحبكة الركيكة “غير الموفق” كاتبها بالسيناريو، ولاسيما أن اللاعب داهود لاعب محترف على مستوى عالٍ، ومن المستبعد أن تكون هكذا شروطه، خاصة وأنه لم يستدعَ إلى المنتخب بين ليلة وضحاها، حيث مرت أشهر على تلك الحكاية التي أخذت مداً وجزراً وتوّجت بحديث “يوتيوبي” للاعب الذي أكد على مشاركته وارتداء قميص المنتخب مع توجيه الشكر والمديح لنائب رئيس اتحاد كرة القدم لجهوده المبذولة من أجل استقدام اللاعبين المغتربين!.
هنا يحضر التساؤل الأهم: أين كانت متطلبات اللاعب خلال هذه المفاوضات المكوكية والفيديوهات الاستعراضية؟ ولو افترضنا أن الاتحاد على علم مسبق بها، لماذا قبل ووافق عليها كونها تعجيزية؟!!
أسئلة توالدية أفرزتها قضية اللاعب داهود لم تلق جواباً نتيجة التزام الصمت من المعنيين في المكتب التنفيذي واتحاد الكرة، وترك أبواب الفيس بوك مفتوحة للتعليقات والتحليلات والاتهامات للبعض بربط مصير مستقبل كرة القدم بطاولة السمسرات والإغراءات المالية والمعنوية على حساب الانتماء، فاللعب للمنتخب انتماء قبل أن يكون أي شيء آخر، علماً أن اللاعب داهود ردّ على البيان بقوله: اعتقد بشدة أن كل لاعب يجب أن يكون قادراً على تقديم أفضل ما لديه لتكريم بلده وعلمه وفريقه الوطني وللقيام بذلك، ويجب وضع كل لاعب في أفضل الظروف الممكنة وخاصة على أرض الملعب وتعمل كرة القدم ذات المستوى الأعلى بمبادئ محدّدة يجب معرفتها واحترامها والوفاء بها.