بعيداً عن الأضواء.. جهودٌ كبيرة يبذلها مكتب براءات الاختراع التابع لجامعة دمشق
دمشق – لينا عدره
أكد د. جهاد أبو نصار، مدير مكتب براءات الاختراع في جامعة دمشق، المعني بتنسيق أمور براءات الاختراع بين جامعة دمشق و”وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، أن المهمة الأساسية لمكتب براءات الاختراع مهمة تعليمية، وتتمثل بنشر ثقافة الاختراع والتطوير في الجامعة والمجتمع وتمكين الأكاديميين في هذا المجال، ورفع تصنيف جامعة دمشق، وتعليم وتنفيذ وتحفيز كل من يرغب بأن يصبح مخترعاً من خلال الدورات والندوات المستمرة والدورية التي ينظمها المكتب، إضافةً لدور المكتب في تحكيم براءات الاختراع.
ولفت د. أبو نصار إلى أن المكتب عمد إلى تسليط الضوء على الدور الإيجابي للجامعة، وهو الدور الذي لا يتوقف عند وظيفتها التعليمية الأكاديمية، بل يمتد ليشمل ما تقوم به من دورٍ لافت في الاختراع والتطوير وربط الجامعة بالمجتمع، إضافة إلى تنسيق تحكيم براءات الاختراع أو تنسيق اللجان العلمية لتحكيم كل براءة على حِدة، كُلٌّ حسب اختصاصه، وتحفيز وتعليم وتشجيع كل من يرغب بأن يسلك طريق الاختراع عبر الدورات واللقاءات الجماعية والفردية مع المخترعين وتعليمهم وتشجيعهم، والتعاون مع كل المهتمين في مجال الاختراع محلياً أو دولياً وفي مختلف المجالات الطبية أو الهندسية أو الميكانيكية والكهربائية.
وبيّن د. أبو نصار أن عدد براءات الاختراع التي تم تحكيمها في شهري كانون الثاني وشباط للعام الحالي بلغ 25 براءة اختراع، فيما بلغ عددها 72 براءة اختراع سنة 2023، بعد أن كان العدد 22 براءاة اختراع في العام 2022، مؤكداً على تشجيع كل من لديه فكرة أو براءة اختراع لتوثيقها وتقديمها بهدف حمايتها في دائرة براءات الاختراع التابعة لوزارة التجارة وحماية المستهلك، وتحفيز المخترعين للعمل بجد لاستثمار وتصنيع اختراعاتهم.
ويشير أبو نصار إلى اهتمام الجامعة وتقديرها لكل ما قُدِّم من اختراعات، حيث عمدت، بمناسبة الذكرى المئوية لـتأسيس جامعة دمشق، وللمرة الأولى، لتكريم حوالي 200 مخترع، وإقامة معرض يجمع عشرات المخترعين، ما أتاح الفرصة أمامهم لعرض اختراعاتهم، لافتاً إلى إمكانية حصول المخترع على براءة اختراع وطنية تسمح له بتوثيق وحماية اختراعه في أي دولة يحددها، إن رغب طبعاً.
وأشار أبو نصار إلى أن مجال التقديم للحصول على براءة اختراع وطنية لا يقتصر على الطلاب أو أساتذة الجامعة فقط، بل يمتد ليشمل أي شخص بغض النظر إن كان من حملة الشهادات الجامعية أم لا، لافتاً إلى أن أكثر المجالات من حيث براءات الاختراع في السنتين الماضيتين تركزت في المجال الطبي، لتبلغ 58 براءة اختراع، فيما تتراوح الاختراعات الأخرى ما بين الهندسات الزراعية والمدنية والعلوم.
د. نصار أشار إلى أن من بين الأهداف التي يتطلع المكتب اليوم لتنفيذها هي المشاركة في المؤتمرات والدورات خارج نطاق الجامعة دمشق، والتعاون والمشاركة مع النقابات والمؤسسات والوزارات والفعاليات الاقتصادية، وإقامة ورشات تخصصية لكل اختصاص في علم الاختراع، وتطويرها في كل المجالات، والتعاون مع جميع أساتذة الجامعة لنشر ثقافة الاختراع، والاتجاه في تغيير منهجية ومفهوم التعليم واستبداله من أسلوب التلقين بآخر يقوم على استثمار وتطوير التعليم، بما يكفل للمتلقي تطوير قدراته لإقامة مشروعه الخاص والمنتج المفيد له ولمجتمعه، إضافة لإقامة شراكات مع الجهات الفاعلة خاصة الحاضنات التي يمكن أن تحضن وتمول وتساعد المخترعين على إنتاج وتسويق اختراعاتهم.
في نهاية حديثه، تمنى د. نصار على كل مخترع أن يوجه اختراعه لسد حاجات المجتمع خاصةً في ظل الحصار الذي نعاني منه، لأن الغاية النهائية من أي اختراع “ليست فقط الحصول على شهادة مخترع وإنما تقديم الفائدة للمجتمع”، مضيفاً بأن السبب وراء عدم ظهور وانتشار عدد كبير من الاختراعات، على الرغم من كونها تمثل خطوة ابتكارية، يرتبط بعددٍ من الأمور كالجدوى الاقتصادية والتمويل وإمكانية التصنيع والاستثمار وتقبل المجتمع للاختراع، تبعاً لحاجته له.