تظاهرة احتفالية في المعهد المسرحي وتكريم خريجي دفعة 1989
أمينة عباس
اعتاد المعهد العالي للفنون المسرحية على جعل يوم المسرح العالمي موعداً لتأكيد أهمية المسرح، من خلال حرص إدارته على أن يكون الاحتفال به تقليداً سنوياً، تتعدّد الفعاليات في أروقته ومسارحه بطريقة خاصة تتجلّى فيها خلاصة عمل طلابه بأقسامه المختلفة. ومن هنا، كانت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح حريصة على افتتاح وحضور هذه الفعاليات، لامؤكدة دور المعهد في رفد الحركة المسرحيّة، ودور الوزارة في دعمه بكل مستلزماته وبنيته التحتيّة وتحسين الوضع المهني للأساتذة المخلصين له والمؤمنين برسالتهم في بناء الإنسان، مبينة أن المعهد صرح كبير، وإدارته تقوم بكل ما عليها، وكذلك أساتذته، لذلك فإن مخرَجاته ترفع الرأس، إذ نرى خريجيه في الأعمال الدراميّة التي تُبثّ في جميع أنحاء الوطن العربي لأن المعهد مكان علميّ يساعد على تطوير أدوات الطلّاب ليكوّن فنانين محترفين لهم وجودهم وهويتهم الخاصة بهم، منوهة بأنّ المسرح السوري عبر ما تنتجه مديرية المسارح والموسيقا خطا خطوات جيدة بعد سنوات الحرب، فقدَّم عروضاً مسرحية للكبار والصغار، ويُشارك في كثير من المهرجانات العربية وينال الجوائز ويلقى الإعجاب، مشيرة إلى أنّ كتّابنا وفنانينا يضعون نصب أعينهم بأن سورية بحاجة إلى إعادة بناء الفكر والشخصية والهوية الوطنية والوعي والذاكرة وإنعاشها، وتالياً فإن المطلوب في هذه الفترة تكاتف كل الجهود.
الدكتور سامر عمران مكرماً
وأوضح عميد المعهد الدكتور تامر العربيد أن يوم المسرح العالمي موعد سنوي لكل المسرحيّين ومحبّي المسرح، وهو عيد يؤكد أهمية فن المسرح ودوره في حياتنا، لذلك يتمّ الاحتفال به للتأكيد على أنه جزء مهمّ من المشهد الثقافي باعتباره الفن القادر على عكس الكثير من قضايا الناس، وأن المسرح السوري من التاريخ والعراقة التي تجعل من حقه أن يُحتفل به بهذه المناسبة، وقد كان ولّاداً لكتّاب ومخرجين وممثلين وعروض أصبحت علامات فارقة يُحكى عنها، لذلك فإن المعهد يعنيه كثيراً أن يحتفل بهذا اليوم ليقدّم صورة عن سويّة تدريسه، وهي جزء من سوية المسرح السوري صاحب الحضور في المشهد الثقافي، لتكون الاحتفالية لا مجرّد استذكار بل تظاهرة إبداعية تلخص جهود طلابه.
وهنأ العربيد المسرحيّين في العالم عامة والسوريّين وأبناء المعهد وأساتذته أصحاب الشغف والبحث عن التجدّد والتنوع خاصة، وقد كان المعهد حريصاً في هذه الاحتفالية على تكريم الدكتور سامر عمران كقامة مسرحيّة على المستوى المهني والإبداعي والإداري والذي كان قدوة بمسيرته المهنيّة والإبداعية، فترك بصمة كأستاذ وإداري وعميد له، وقد عبّر بدوره عن سعادته بهذا التكريم في المكان الذي انطلق منه طالباً ومن ثم مدرّساً فعميداً له، داعياً الطلاب إلى ضرورة الإخلاص له ليتذوقوا لذة اللقاء مع الجمهور من خلاله، فما يحققه لهم لا يحققه أي مكان آخر.
وتضمّنت الاحتفالية التي استمرت ثلاثة أيام فعاليات متعدّدة، حيث بدأت بافتتاح معرض لإصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب ضمّ نحو 250 عنواناً، منها ما هو مختص بالمسرح وقضاياه وشجونه، بالإضافة إلى سلسلة أعداد من مجلة “الحياة المسرحية” الفصلية التي تصدر عن مديرية المسارح والموسيقا، كما تمّ افتتاح معرض نتاج ورشة العمل وتصنيع الدمى التي صنعها طلبة قسم السينوغرافيا بإشراف هنادة الصبَّاغ.
وألقيت على خشبة مسرح سعد الله ونوس ضمن العرض الفني الذي أشرف عليه كفاح الخوص وحمل عنوان “الجانب الآخر” كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبها المسرحي النرويجي “جون فوسيه” من قبل الدكتورة ندى العبد الله ويزن الداهوك، وشارك في “الجانب الآخر” طلبة قسمَي التمثيل والرقص، وقد اعتمد الخوص على الأنماط المتنوعة ضمن فرضية تمّت صياغتها بشكل محكم للتأكيد على أن المسرح هو الحياة.
تكريم الخريجين
واختُتمت الاحتفالية بعقد ندوة بعنوان “مفهوم الحداثة وما بعد الحداثة في الأدب” شارك فيها الدكتور جمال شحيد، وتكريم خريجي قسم التمثيل وقسم الدراسات المسرحية دفعة عام 1989 الذين عبّروا في كلماتهم عن سعادتهم بتكريمهم في يوم المسرح العالمي، مبينين أن أحلى شعور هو الوقوف مكرّمين في المكان الذي تخرجوا منه وقدّم لهم المعرفة، وقد أعاد لهم الذكريات الأولى في المعهد وهي ذكريات كثيرة وجميلة، شعارها التعب والاجتهاد، وأن التكريم الذي يقوم به المعهد رسالة جميلة تعمل على تحقيق التواصل بين الأجيال.