آفة فأر الحقل تقلق الفلاحين.. و”الزراعة” تؤكد نجاعة الطعوم

حماة – ذُكاء أسعد

اشتكى عدد كبير من فلاحي حماة من انتشار هائل لآفة فأر الحقل، ما تسبّب بأضرار بالغة طالت حقول القمح والبقوليات بشكل خاص والأشجار المثمرة بشكل عام، مشيرين إلى عدم نجاعة الطعوم والأدوية المقدمة من مديرية الزراعة ما اضطرهم لشراء حبوب الغاز غالية الثمن.

رئيسُ مجلس مدينة كفرزيتا، المهندس عبد الناصر البازو، عزا السبب الرئيسي لانتشار فأر الحقل إلى تضمين الأراضي وغياب الرعاية والاهتمام للأرض، وخاصة الفلاحة حيث يقومون بفلاحة الأرض مرة واحدة ثم يهملونها لمدة عام كامل، وبهذا الإهمال تكون بيئة الأرض وتربتها مناسبة لانتشار الفأر كونها لا تتعرض للشمس والرياح، مشيراً إلى تراجع آفة فأر الحقل بنسبة تزيد عن 80% بسبب تضافر جهود المعنيين بعد الحملات الاطلاعية التي قامت بها مديرية الزراعة وتأمينها للطعوم والأدوية بشكل مجاني لكافة الفلاحين.

بدوره، المهندس أشرف باكير مدير الزراعة أكد استمرار إجراءات حملة مكافحة فأر الحقل التي أطلقتها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في بداية شهر تشرين الأول من هذا العام، فقد تمت متابعة مناطق مختلفة من محافظة حماة بإشراف مباشر من مديرية زراعة حماة وبدأت جرارات وآليات مشروع التشجير المثمر التابعة للمديرية بالحراثة العميقة للأراضي الموبوءة والمهجورة لتدمير جحور الآفة، وخاصة أطراف قناة الصرف الصحي بين بلدتي كفرقدح والحميري وبلغت الأراضي المستهدفة بالفلاحة حتى تاريخه 400 هكتار، لافتاً إلى تجهيز 4 أطنان من الطعوم السامة “جريش+ زيت نباتي + فوسفيد الزنك” بالإضافة لمواد المكافحة “فوسفيد الزنك-الكلينات” وتوزيعها على المزارعين بإشراف الفنيين في الوحدات الإرشادية وفق جداول اسمية وحسب مساحات الإصابة المحدّدة، علماً أن المساحة التي تمّت مكافحتها ضمن مجال زراعة حماة تزيد عن  12 ألف دونم.

أما بالنسبة لحب الغاز “الفوستوكسين” فقد أكد مدير الزراعة أن هذه المادة المهرَّبة لا تتفوق على الأدوية والطعوم المقدمة من وزارة الزراعة، لكن بعض المزارعين ينجرون خلف الدعايات الكاذبة، علماً أن نتيجتها غير جيدة، بينما تعد الطريقة المتّبعة بوزارة الزراعة هي الصحيحة.

واعتبر باكير أن ما يتمّ تداوله حول عدم نجاعة المبيدات أو عدم تعاون الزراعة هو أمر غير صحيح، خاصة وأن نتائج المكافحة كانت ممتازة في منطقة “حر بنفسه”.

أما بالنسبة للخبراء الزراعيين فلهم رأي آخر فيما يتعلق بالطعوم والمواد المستخدمة في مكافحة فأر الحقل، إذ بيّن المهندس الزراعي محمد جغيلي أن حبوب الغاز لها فاعلية جيدة وخاصة في المناطق غير المزروعة والبساتين وحرم الطرقات وشبكات الري، ولا بدّ من استخدام حبوب الغاز في هذه المناطق، مشيراً إلى أن المشكلة هي عدم توفر حبوب الغاز في وزارة الزراعة، لذلك يضطر الفلاح لشرائها ليس كونها مهربة إنما بسبب عدم توفر المنتج المستورد.

أما عن الطعوم السامة فقد لفت جغيلي إلى خطورتها المتعلقة بتسبّبها بقتل الحيوانات الأليفة وقطعان الماشية التي ترعى على جنبات الطرقات والحقول والطرقات وشبكات الري، لذلك لا بدّ من التأكد من عدم وجود الحيوانات الأليفة أو المواشي بالقرب من المناطق التي ستكافَح بالطعوم السامة.