أحداث الشغب تتكرر في الدوري الممتاز.. والإدارات في قفص الاتهام
ناصر النجار
تصدّرت مباراة حطين وتشرين المشهد الكروي في المرحلة السابعة من إياب الدوري الكروي الممتاز، وقد حفلت المباراة بشغب كبير على المدرجات من شتائم وإطلاق الشماريخ والمفرقعات التي أدّت إلى إصابة أحد المشجعين في الملعب إصابة قاسية وتمّ نقله إلى المشفى بسبب الأذية التي تعرّضت لها ركبته، وسبق في عام 2019 أن توفي أحد مشجعي حطين في مباراة مماثلة للأسباب نفسها.
لجنة الانضباط والأخلاق أصدرت جملة من العقوبات نتيجة المخالفات المذكورة، ولا شك أنها عقوبات كبيرة تتناسب مع حجم المخالفات، ولكن يبقى السؤال: لماذا لم يرتدع الجمهور عن هذه الأفعال المخلّة بالقوانين والنظم الكروية، فهذه الأحداث لم تكن الأولى هذا الموسم، وفي سجل فريقي حطين وتشرين الكثير من المخالفات المماثلة التي كبّدت الفريقين الكثير من العقوبات والغرامات المالية، والمشكلة أن الفريقين وإدارتيهما لا ينظرون إلى أحداث الشغب من باب العبرة واتخاذ الإجراءات المناسبة لتفاديها في المباريات المقبلة، بل من باب الاتهام الموجّه إلى لجنة الانضباط والأخلاق وكأن اللجنة هي المسؤولة عن الشغب، أو عليها غضّ النظر عما يجري في الملاعب، وهذا يجعل من ملاعبنا ومبارياتنا مرتعاً للفوضى وساحة لتصفية الحسابات، فالمباريات دون ضوابط ونظم لا يمكن أن تنجح أو أن تؤدي مهامها المفترضة.
الحقيقة التي لا يجب أن نغفل عنها أن الكثير من القائمين على أنديتنا بحاجة إلى إعادة النظر بمواقعهم الحساسة في الأندية. وما لا شكّ فيه، ومن خلال المتابعة، نجد أن فتيل الشغب في ملاعبنا يبدأ من البعض الذين هم في أماكن المسؤولية في الأندية، وهؤلاء بدل أن يعملوا على بناء فرقهم بشكل صحيح، وتفادي أي مشكلة قائمة، أو يمكن أن تقوم، نراهم غير مؤهلين لهذه المهام. ومن الضروري أن تعيد القيادة الرياضية النظر بالكثير من إدارات الأندية، فأنديتنا بحاجة إلى أشخاص مؤهلين رياضياً وفنياً وإدارياً، والأهم أن يكونوا قدوة لفرقهم وقادرين على تجنّب وقوع الشغب.
اتحاد الكرة في هذه المسألة واجبه كبير من خلال التدقيق والتمحيص في كل أسرته الكروية، وأن يعمل على إبعاد المسيئين، ويسنّ القوانين التي من شأنها ضبط الأندية وكوادرها وضبط الملاعب.