رياضةصحيفة البعث

الدوري الأولمبي ودوري الشباب ركيزة كرتنا.. والأندية تتجاهل مواهبها!

ناصر النجار

أعلن اتحاد كرة القدم عن انطلاق الدوري الأولمبي في مرحلة الإياب بدءاً من الأسبوع المقبل بعد أن انتهى الذهاب نهاية العام الماضي، ومما لا شكّ فيه أن هذا الانقطاع الكبير ليس في مصلحة الدوري، لكن ضمن هذه الفترة كان من غير الممكن أن يستمر الدوري إلى جانب تحضير المنتخبات القاعدية وإلى جانب دوري الشباب، وهذا مردّه إلى أن أنديتنا ليس لديها فرق منفصلة لكل فئة، فاللاعبون الشباب مثلاً يلعب أغلبهم في الدوري الأولمبي، وبعض لاعبي الأولمبي يلعبون مع فرق الرجال، هذا التمازج يؤدي إلى صعوبة انطلاق دوري الشباب والدوري الأولمبي معاً.

والمانع الأساس هو الأندية التي ما زالت لا تعترف بشكل ضمني بالدوري الأولمبي وتعتبره دخيلاً عليها ومرهقاً لها فنياً ومالياً، وهذا أحد أهم نواقص كرتنا فالأندية في مضمون عملها تحاول الاختصار ولا تلتفت إلى قواعدها من أبناء النادي وهم ذخيرة النادي ومستقبله، وكان من المفترض أن يقام الدوري الأولمبي على شاكلة دوري الرجال، لكن الأندية اعترضت بشدة ما اضطر اتحاد كرة القدم إلى مسايرتها وتوزيع الفرق على مجموعتين ضغطاً للنفقات وهذا أحد أهم أخطاء اتحاد كرة القدم، لأن تأسيس الكرة يبدأ من القواعد وعليها يتمّ بناء كرة القدم بشكل صحيح ومتدرج.

وإذا حاولنا قراءة الموسم الحالي والتخبطات التي حدثت فيه وخصوصاً على صعيد فرق رجال الدوري الممتاز لوجدنا أن ما يحدث يؤكد على ضرورة العناية بالقواعد ودعمها لتكون الرديف المناسب للفرق، ومن خلال المشاهدات وجدنا أن نادي الحرية رأى أن الاعتماد على أبناء النادي الصغار هو السبيل الوحيد لحل مشكلاته المالية ولمنع التمرد بصفوف لاعبيه، ولما زجّ بأغلب لاعبيه الشباب في فريق الرجال لم تأت النتائج بأسوأ ما حققه المحترفون، وها هو نادي الطليعة وعلى مبدأ مكره أخاك لا بطل بدأ بزج فريق الشباب مكان الرجال الذين يطالبون بحقوقهم المالية قبل أن يعودوا إلى ميدان المباريات، ولو أن إدارة الطليعة اعتمدت على لاعبيها الشباب ومن أبناء النادي ما وصلت إلى ما وصلت إليه من تخبطات وأزمات ومشكلات لن تنتهي إلا بقرارات من لجنة شؤون اللاعبين تعيد للاعبين حقوقهم، وفي الحالة الإيجابية كانت مشاركة أهلي حلب هذا الموسم بفريق أغلبه من الشباب وقد وجدنا أنه قدم موسماً مقبولاً وهو خامس الترتيب الآن.

فريقا الحرية والطليعة شبابهما في صدارة الدوري، وهذا يؤكد على حسن القاعدة ووجود لاعبين مواهب مهرة، لذلك من المفترض أن تعي أنديتنا هذه المسألة وأن تبادر بالعناية بقواعدها وأن تبتعد عن الاحتراف الرخيص الذي لم يأت إلا بالضرر على أنديتنا، والحقيقة أن اتحاد كرة القدم مطالب بتغيير نظام المسابقات بدوري الشباب والدوري الأولمبي وألا يعير طلبات الأندية بتقليص هذين الدوريين أي أهمية، لأن مصلحة كرة القدم تقتضي أن يكون لدينا دوري للفئات ضمن الأصول ويضمن رعاية شبابنا ومواهبنا.