مزاعم مختلقة لن تحقق مبتغاها
تقرير إخباري
بعد مرور عشرة أيام تقريباً على الهجوم الإرهابي الذي ضرب موسكو، وبينما ينتظر العالم كله أن تكشف روسيا الحقيقة، نشرت وسائل الإعلام الأمريكية إذاعة “صوت أمريكا” مقالين يشيران بأصابع الاتهام إلى الصين لبناء نظريات مؤامرة مناهضة للولايات المتحدة وراء هجوم موسكو.
قالت إذاعة “صوت أمريكا” في المقال الأول: يبدو أن الولايات المتحدة ألقت اللوم مرة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، حيث يعتقد العديد من مستخدمي الإنترنت أن الولايات المتحدة كانت العقل المدبّر وراء الهجوم، كما نشرت إذاعة “صوت أمريكا” مقالاً آخر يتهم بكين بشكل مباشر بالترويج سراً للمشاعر المعادية للولايات المتحدة. ويظهر هذان المقالان أن وسائل الإعلام الأمريكية لا تبدي أي تعاطف مع دولة يعاني مواطنوها من الإرهاب، وبدلاً من ذلك، تعدّه بمنزلة أداة لنشر المعلومات التي تشوّه سمعة الصين في كل فرصة.
بعد وقوع هجوم إرهابي مفاجئ، من الطبيعي أن تتباين الآراء قبل ظهور الحقيقة. فقد حذرت الولايات المتحدة في البداية من وقوع هجوم إرهابي في روسيا، ثم أكّدت صحة بيان داعش، ما يجعل من الصعب عدم التركيز على الولايات المتحدة. بل إن بعض الآراء الغربية تساءلت عن علاقة واشنطن بالحدث، وعن علاقة واشنطن بالتنظيمات الإرهابية المتطرّفة.
إذا كانت وسائل الإعلام الأمريكية تعتقد أن أصوات الشك ضد الولايات المتحدة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية لها هدف، فإنها تثبت فقط أن صورة الولايات المتحدة في نظر الشعب الصيني آخذة في التدهور. ويكمن السبب في موقف الولايات المتحدة غير الصادق منذ فترة طويلة تجاه الصين وحساباتها المفرطة ضد الصين.
وضمن هذا الإطار قال سون شي هوي، باحث مشارك في المعهد الوطني للاستراتيجية الدولية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “إن الولايات المتحدة في نظر الشعب الصيني مختلفة عن ذي قبل، حيث إن تصرّفات الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة تسبّبت في فقدان ثقة الشعب الصيني”.
إن عدم الرضا في الصين عن الولايات المتحدة يأتي من الضرر الفعلي الذي لحق بالمصالح الوطنية للصين والأعمال العدائية التي ترتكبها الولايات المتحدة. في السنوات الأخيرة، كانت الولايات المتحدة عديمة الضمير في تصرّفاتها المعادية للصين مثل تشكيل مجموعات وقمع ومعاقبة الشركات الصينية. وعلى الصعيد الدولي، تستخدم الولايات المتحدة أوكرانيا كوكيل لاحتواء روسيا وتتخذ موقفاً متحيّزاً في الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تفضيل “إسرائيل”. وما يراه الصينيون هو أن الولايات المتحدة تصنع أعداء بشكل مستمر، وتتصرّف بعدوانية، وتتجاهل الاستقرار والسلام الإقليميين من أجل الحفاظ على قوتها المهيمنة.
وقد زعمت وسائل الإعلام الأمريكية أن الصين تشجّع المشاعر المعادية للولايات المتحدة، ولكن من الواضح أن الصين تشجّع دائماً الجانبين على تعزيز التواصل والمشاركة، حتى في المواقف الصعبة.
إن اختلاق إذاعة “صوت أمريكا” لقصص حول تلاعب الصين بالمشاعر المعادية للولايات المتحدة ونسج نظريات المؤامرة ضد الولايات المتحدة، هو في الواقع جزء من الحرب الدعائية التي تشنّها الولايات المتحدة ضد الصين لتشويه صورتها، ولن تحقق التأثير المنشود. وفي هذا الخصوص قال لو شيانغ، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “إن إلقاء اللوم على الصين في كل شيء سيقوّض في نهاية المطاف صدقية الولايات المتحدة”.
عناية ناصر