“اتحاد الكتّاب” و”أرض الشام” يعلنان نتائج مسابقة القصة المقاومة
أمينة عباس
توّج التعاون المثمر الذي بدأ منذ سنوات ببن اتحاد الكتاب العرب و”مؤسسة أرض الشام” بإطلاق كتابين والإعلان عن نتائج مسابقة القصة المقاومة، وذلك عبر فعالية ثقافية أدبية أقيمت ـ مؤخراً ـ بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يصادف يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، أما الكتاب الأول فكان بعنوان “القدس ما عادت المدينة (الشاملة؟)” للباحثة الفرنسية أميلي ماري غواشون، ترجمة محمد الدنيا، وتقديم الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتّاب العرب والأب إلياس زحلاوي، وأما الثاني فكان “الإرهاصات الأولى لتأسيس الفكر المقاوم عند القائدين” لمجموعة من الباحثين، إعداد الأرقم الزعبي.
وأشار الحوراني في كلمته إلى أنه انطلاقاً من الإيمان بواجب المؤسسات الثقافية تجاه قضيتها المركزية قضية فلسطين، وبمناسبة يوم القدس العالمي، كان إصرار اتّحاد الكتّاب العرب بالتعاون مع “مؤسسة أرض الشام”، على ترجمة كتاب “القدس ما عادت المدينة (الشاملة؟)” وطباعته، وهي الترجمة الأولى له إلى اللغة العربية، وهو ما أكده أيضاً مدير “مؤسسة أرض الشام” باسل الدنيا الذي بيَّن أن الاتّحاد والمؤسسة اعتادا في كل عام على إحياء يوم القدس العالمي من خلال إصدار بعض الكتب المهمة، ومنها هذان الإصداران بهدف تفعيل ثقافة المقاومة التي تشكل قوة مواجهة للاحتلال الصهيوني، ففلسطين اليوم ليست كفلسطين الأمس وهي تخوض ملحمة طوفان الأقصى الذي تجلّى فيه فكر المقاومة على كل الساحات، منوهاً بالعلاقة الوثيقة التي تربط المؤسسة باتّحاد الكتّاب العرب منذ تأسيسها منذ ثلاثة أعوام، حيث يحييان هذا اليوم سويةً من خلال إصدارات المؤسسة، وكان ثمرة هذا التعاون حتى الآن ٢٥ إصداراً على مدار ثلاث سنوات.
الأب الياس زحلاوي الذي نصح بترجمة كتاب “القدس ما عادت المدينة (الشاملة؟)”، أوضح أن الكتاب صدر في باريس باللغة الفرنسية عام 1976، وأن ثقته مطلقة بأن كل من سيمسكه سيقرأه بدهشة وغضب، وسيكتشف في كلّ سطر فيه أن مدينة القدس مدينة الروح الكونية، مشيراً إلى أن الباحثة الفرنسية تحملت صعوبة في تأليفه لأنه يوضح ما يدور في فلسطين مذ وقعت تحت الاحتلال إلى يومنا هذا، وهي التي شاهدت بأمّ عينها معالم تدميرها، مستهدَفة من كتابها تحليل التوجهات التي يُخشى أن تحول القدس عن رسالتها العظيمة والحقيقية، أي عن كونها المدينة الكونية، شارحاً كيف أن ترجمته عام 1974 لمقالة كانت قد كتبتها الباحثة الفرنسية أميلي ماري غواشون بعنوان “القدس تحت رحمة المعول الصهيوني” كانت السبب في التعرف عليها عام 1976 في باريس، وقد قدمت له يومها مؤلّفاً جديداً لها بعنوان مثير هو “القدس.. نهاية المدينة الكونية” بعد أن تحدثت إليه عن خشيتها لا على ضياع مدينة القدس وحسب، بل أيضاً على ضياع الوجود العربي كله فيها.
ممن جانبه، أوضح الناقد الدكتور عبد الله الشاهر أن كتاب “الإرهاصات الأولى لتأسيس الفكر المقاوم عند القائدين” ضم المشارَكات في الندوة الفكرية الثقافية التي أقامها اتّحاد الكتّاب العرب عام 2023 في ذكرى رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد والإمام الخميني، ولخّص أفكاراً طُرِحَت وحلّلت الواقع الاستراتيجي لفكر المقاومة، وكيف استطاعت أن تثبت أقدامها لتحقق أهدافها على الأرض، مبيناً المراحل التي مر بها الفكر المقاوم والتحديات التي واجهته من مرحلة البدايات عام 1979 التي اتخذت شعار معاداة الصهيونية والتزامها بقضية فلسطين إلى مرحلة التقارب وفرض المقاومة نفسها 1990-2006 نتيجة الأحداث العديدة التي وقعت حينها، ومن ثم المرحلة الثالثة التي مرّ فيها الفكر المقاوم والحرب على سورية والنصر على الإرهاب.
واختتمت الفعالية بإعلان نتائج مسابقة القصة القصيرة التي شارك فيها 57 مشاركاً، وتضمنت مواضيع في الفكر المقاوم, إذ نال المرتبة الأولى الأديب أيمن الحسن عن قصته “ماجد وأبو الجناحين”، والثانية الأديب محمد الحفري عن قصته “فارصوفيا”، والثالثة للأديبة ريم حكمت برهوم عن قصتها “بائعة التمر”، وفي مجال أدب الأطفال، نال يوشع وسيم أبو زيد جائزة أصغر كاتب عن قصته “أمنية ووعد”.
وبيَّن عضو المكتب التنفيذي الدكتور جهاد بكفلوني الذي أدار الفعالية أنّ أعضاء لجنة التحكيم الأدباء، وهم فلك حصرية وعوض سعود عوض وعماد نداف، أخذوا بالحسبان وضوح الفكرة وسلامة اللغة وخصوصية الأسلوب الأدبي في تأكيد تنمية ثقافة المقاومة.
بدورهما، عبَّر الفائزان أيمن الحسن ومحمد الحفري عن سعادتهما بالفوز، وأكدا حرصهما على تقديم قصص ترتقي إلى مستوى العمل المقاوم وتضحيات وبطولات الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان المحتل ضمن منافسة قوية على تقديم ما هو جدير بمضمون المسابقة، لذلك كانا متوقعَين فوزهما الذي يعتزان به، وبيّن الحسن أن ما تشهده الأراضي الفلسطينيّة ولا سيما في غزة دافع كبير لأن يكتب الكاتب بشكل أعمق ممّا كان يكتب في السابق، فما يحدث يؤكد أنّ الإنسان الفلسطيني يمتلك إرادة حقيقية فاقت كل التوقعات، وقد عبّر عن هذه الإرادة في قصته الفائزة في المسابقة من خلال فلسطيني فقد يديه نتيجة قذيفة صهيونيّة، ومع ذلك ظلت إرادته حديديّة يعبر عن طريق الرسم برجليه عن كل أحلامه كفلسطيني، مع إشارته إلى أن الجوائز تحفز لكتابة نوعيّة لأنها تقوم على المنافسة، لذلك يحرص الحفري أيضاً في كل مرّة يشارك فيها في أي مسابقة على تقديم عمل متقن يحقق له المتعة بالدرجة الأولى على صعيد البناء والحدث والتقنيات والابتعاد عن المباشرة، وقد أرتأى أن يتناول في قصّته حكاية جندي إسرائيلي يتعرّف القارئ من خلال كلامه على الأكاذيب التي يطلقها الكيان الصّهيوني.