ارتفاع سعر اللحوم “يفتّح العين” على لحم الإبل
دمشق – ميس بركات
يبحث المواطن اليوم عن بدائل الطعام لتعويض نقص البرويتن والكالسيوم وغيرها من الفيتامينات الضرورية من خلال بدائل اللحوم والبيض، لنجد أن أغلب طلبات الزبائن في محال المعجنات هي “صفيحة الفول الصويا” عوضاً عن اللحم بعد أن أصبح شرائه بعيداً حتى عن تهيؤات المواطن، إضافة إلى ازدياد الطلب بكثرة خلال العامين الأخيرين على لحم “الإبل” كون سعره لا يزال اقل من لحم العجل والغنم.
ولعلّ إعلان الأمم المتحدة سنة 2024 السنة الدولية للإبل ساهم في “تفتيح العين” بشكل أكبر على هذا النوع من اللحوم، الأمر الذي أكده أصحاب المحال المتاجرة به، إذ أن بيع الإبل لا يقتصر عندهم على لحمه ليتعدى بيع السنم كونه يدخل في الكثير من العمليات التجميلية للنساء، إضافة إلى تفضيل الكثيرين لبنه على باقي الأنواع، ليؤكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في غرف الزراعة في تصريح لـ”البعث” أن الإبل ضرورة بيئية واقتصادية كونها تتمتع بمكانة خاصة فهي تتكيف بشكل كبير مع نظام بيئي خاص (الصحراء)، وهي حيوانات متعددة الأغراض تستخدم للإنتاج (الحليب واللحوم والوبر والجلد والسماد العضوي ) ، والأعمال الزراعية والنقل والرياضة مثل سباقات الهجن ، والسياحة ، ومسابقات الجمال ، والمهرجانات) والاهم هو دورها الريادي في الحفاظ على التوازن الحيوي في بيئتها، لافتاً إلى أن الإبل في الوقت الحاضر ليست فقط حيوانات البدو بل هي الآن جزء من الحياة الحديثة في الصحراء ، وتساهم بشكل كبير في إنتاجية الصحراء، بفضل إمكاناتها الإنتاجية (الحليب واللحوم بشكل أساسي) والقيمة المضافة العالية لمنتجاتها ، وأشار قرنفلة إلى مساهمة قوى دافعة رئيسية في التغييرات الحالية لهذا الحيوان في بلدنا أولها اشتداد الجفاف البيئي المرتبط بالتغيرات المناخية، كما أجبرت عولمة الاقتصاد العالمي تربية الإبل على الاندماج في السوق و كانت مساهمة منتجات الإبل في الاقتصاد العالمي هامشية ، باستثناء لحوم الإبل التي تم دمجها في السوق الإقليمية بين القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية ، و الوبر الذي تم دمجه في سوق المنسوجات الدولي ومع ذلك في العديد من البلدان، كما أدى ظهور مصانع ألبان الإبل الصغيرة أو الكبيرة وتطور معالجة الألبان ، والسماح لمنتجات ألبان الإبل الجديدة مثل الحليب المبستر أو الجبن أو اللبن أو الآيس كريم ، إلى تغييرات كبيرة في سلاسل القيمة المضافة من حليب الإبل.
تحقيق الأمن الغذائي
وتحدث قرنفلة عن أهمية هذا الحيوان في بلدنا اليوم كونه قادر على مواجهة التغيرات المناخية وتحويل النباتات ذات المورد البيئي المهدور من عديمة القيمة الغذائية إلى بروتين عالي القيمة، كما أن وزنه الكبير يساهم في تحقيق الأمن الغذائي، لافتاً إلى أنه عند تكثيف تربية الإبل ، ينتقل الجمل من حالة متعددة الأغراض إلى حيوانات عالية التخصص لإنتاج الألبان أو التسمين أو السباق، كما يشتهر حليب الإبل بخصائصه الطبية ، سواء كانت صحيحة أو مفترضة ، ويعزو البدو هذه الآثار الصحية إلى تركيبة الحليب المرتبطة بالنباتات الصحراوية التي ترعى عليها الإبل الطليقة، ولم يخف المستشار الفني أن تكثيف عدد الإبل يؤدي إلى زيادة متطلبات المياه فعلى سبيل المثال ، في المملكة العربية السعودية انتقلت تربية الإبل من النظام البدوي إلى الأنظمة شبه المكثفة أو حتى المكثفة القائمة على التغذية بالأعلاف المروية والاستقرار زاد استهلاك المياه من 3000 إلى 35000 متر مكعب / هكتار، بالتالي فإن عملية التكثيف في قطاع الإبل لها تأثير قوي على الطلب على المياه ، والتي يمكن أن تكون عقبة مهمة للتنمية المستدامة.