ثقافةصحيفة البعث

“عريس تحت الطلب” يضع نور الوزير ودانا جبر على طرفي نقيض

ملده شويكاني
“أطمح إلى أن أترك بصمة مميزة عني لدى المشاهد”، هذا ما قالته الفنانة الشابة نور الوزير التي استطاعت أن تشغل مكانها في الساحة الدرامية، وتكون منافسة لبنات جيلها بإطلالتها المشرقة وجمالها وأدائها، على الرغم من أنها ليست من خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية، إذ درست في كلية الآداب – قسم أدب إنكليزي – ومن ثم التحقت بمعهد “تياترو” للتمثيل، وتكرر ظهورها بالأعمال الاجتماعية بأدوار متعددة ومختلفة، فعملت مع العديد من المخرجين، منهم نجدت أنزور في “المحروس” و”عرب لندن”، و”أبواب الريح” للمثنى صبح، و”دومينو” لفادي سليم، بالإضافة إلى لوحات “بقعة ضوء”، ولها مشاركة بمسلسل عراقي “ذاكر التراب”، كما عملت بالتقديم والمشاركة بإعداد برنامج “مدينتي”.
وكان لنور إطلالة مميزة في دراما 2024 بمسلسل “عريس تحت الطلب” إخراج عمار تميم، وسيناريو نسرين الحيلوني، وهو من الأعمال البسيطة من حيث الفكرة والحبكة، يجمع بين الطابع الاجتماعي والكوميديا الخفيفة، ويرتبط بفئة ثرية تعيش برفاهية من خلال أفراد عائلة يؤدون دور أبطال أساسيين يتكرر ظهورهم في كل حلقة بنمط المتصل- المنفصل، بحكاية جديدة في كل حلقة بمشاركة نجوم الدراما السورية، منهم حسام تحسين بيك وفايز قزق وأمانة والي ووفاء موصلي وغيرهم بأدوار ثانوية تساند الشخصيات الأساسية.
وتؤدي نور في العمل شخصية طبيبة تغذية، وقد تمكنت من إظهار روح الشخصية وسماتها الفكرية التي انعكست على صورتها، وهي إحدى الأخوات الثلاث المثقفات الأكاديميات اللواتي تبحثن عن الحب والاستقرار بعد أن مضت كل واحدة بطريقها العلمي والعملي، فالكبرى أمية ملص أستاذة جامعية في كلية الأدب العربي، والصغرى ريم زينو مقدمة برنامج إذاعي يُبث على الهواء مباشرة.

مفارقات
ويتوقف العمل عند مفارقات عدّة، فالأخوات الثلاث المثقفات، وعلى الرغم من المكانة المرموقة التي وصلن إليها، تتقبلن فكرة وجود الخطابة “أم زكي” (ريم عبد العزيز)، التي تحضر معها العريس ومن ثم أهله لإتمام الزواج، فخاضت كل واحدة منهن التجربة بالتعرّف إلى عريس، لتُعرض من خلاله مسألة اجتماعية موجودة في المجتمع، مثل طلب الزواج من رجل متزوج يدعي أنه منفصل، أو ارتباط الرجل الروحي بزوجته الأولى المتوفاة، أو الطمع المادي والمعنوي، أو إغاظة الزوجة الأولى بخطبة أخرى، أو ممارسة الكذب كسلوك يومي، أو اكتشاف أن العريس زير نساء وغيرها الكثير من المسائل الاجتماعية العالقة.
الملفت أن كل العرسان من الفئة الثرية ذاتها تقريباً، لتدور المشاكل الاجتماعية ضمن هذه الفئة فقط.
الفكرة التي يوصلها المسلسل بأن الزواج أمر قدري فالأخوات الثلاث في النهاية ترتبطن عن طريق المصادفة أو محيط العائلة والمعرفة والصداقة وليس عن طريق الخطابة.
أما المفارقة الثانية التي يبُني عليها العمل فهي إيضاح المقارنة بين حياة النساء المثقفات وشريحة من نساء الموضة والـ”سوشل ميديا” الأشبه بالفارغة من خلال زوجة الأخ “سارة ـ دانا جبر” التي أضافت إلى العمل قيمة فنية جميلة بأدائها اللافت وبخفايا الشخصية وبما تضمره للأخوات الثلاث ببحثها عن العريس المناسب لكل واحدة منهن شريطة ألّا تعيش حياة أفضل من حياتها، وفي الوقت ذاته الطمع بما لديهن من مال على الرغم من حياة الرفاهية التي تعيشها.
أما الأخ “جواد” (عاطف حوشان) فهو شخصية مسالمة مع أخواته وزوجته.
وتبدو دانا جبر على طرفي نقيض مع نور الوزير من حيث الخطوط الحياتية العامة وانعكاسها على الصورة الخارجية والداخلية للشخصية وعلى كيفية مسار يومياتها وسلوكياتها الشخصية واهتماماتها المنحصرة بالمظهر الخارجي، ليقف المشاهد إزاء شخصيتين متناقضتين يبحث عن خلفيات كل شخصية بأفكاره وتخيلاته.
وعلى الرغم من فكرة المسلسل البسيطة، لكنه لاقى متابعة وانتقادات كثيرة في آن معاً، كما ركز على عمل المذيعة بتقديم ملخص عن العمل في كل حلقة عن موضوعها والمسألة الاجتماعية التي تمّ التطرق إليها بما يشبه القفلة في برنامجها.