د.البيطار: نشوء حزب البعث معلماً مهماً في الطريق إلى نهضة الأمة العربية
حمص ـ عبد الحكيم مرزوق
احتفاءً بأعياد آذار ونيسان، وبدعوة من مكتب فرع نقابة المعلمين في جامعة البعث، قدم الدكتور عبد الرحمن البيطار محاضرة بعنوان “من تاريخ سورية النضالي وعلاقته بالقضية الفلسطينية”، وذلك في قاعة المؤتمرات في كلية العلوم في جامعة البعث.
وأوجز البيطار بعض معالم النضال منذ مقدمات الاحتلال الأجنبي، ومساعيه في أواخر الحكم العثماني، ثم أثناء الحرب العالمية الأولى وخاصة خديعته للعرب وتعطيل ثورتهم، وعدم وفائه بالعهود والاتفاقيات ونقضها حتى استطاع تنفيذ الاحتلال العسكري المباشر وفرض التجزئة وغرس الكيان اليهودي الصهيوني ودعمه مالياً وسلاحياً وبشرياً والذي اقتطع القسم الجنوبي من بلاد الشام، مضيفاً: “إن مقاومة السوريين للاحتلال الفرنسي اشتعلت واستمرت ومنها ثورة الساحل بقيادة الشيخ صالح العلي وثورة جبل العرب وثورة هنانو وثورة حمص وحماه وريف دمشق وغيرها، ثم الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش.
وأوضح البيطار أن هذه الثورات كانت مع المقاومة السلمية للاحتلال بالتصدي للاحتلال الفرنسي وسياسته الخبيثة في خلق الانقسامات بين أبناء الوطن ونهب خيرات البلاد ، مشيراً إلى أن أهلنا في سورية قدموا الشهداء والتضحيات الكبيرة حتى تم الجلاء بعد خمس وعشرين عاماً من المقاومة التي لم تهدأ فيها سورية المصغرة التي جعلوها تمثل جزءاً من بلاد الشام ورسموا حدودها مع الدول المنشأة حولها وخاصة بعد أن فصلوا عنها منطقة جبل لبنان وأسموه “لبنان الكبير” وجعلوها دولة، ثم فصلوا عنها لواء اسكندرون وسلموه للدولة التركية، مبيناً: “إن مرحلة النضال للتخلص من آثار الاحتلال ومقاومة سياسات الاستعمار المختلفة بدأت عام 1946، وكانت بلاد الشام تتحمل مسؤولية التصدي لخطط الاحتلال أثناء الحرب التي استمرت منذ الجلاء في متابعة القضايا العربية القومية وخاصة قضية الوحدة لإنهاء التجزئة والتفرقة بين البلاد العربية لاستعادة قوة الأمة العربية ومواجهة السياسات الاستعمارية المستمرة الطامعة والحاقدة.
وتحدث البيطار عن ظهور حزب البعث العربي الاشتراكي ودوره في نهوض الأمة العربية مشيرا إلى أن ظهور حزب البعث “كان معلماً مهماً في الطريق إلى نهضة الأمة العربية لاستعادة دورها الحضاري، ومارست الدولة السورية الدعوة للوحدة، وفي جميع الجبهات وخاصة مقاومة الاتجاهات والتنظيمات والنظريات المرتبطة بواقع التجزئة ومواجهة القوى التي تدافع عنها وتحاول تبريرها وخاصة أن التجزئة سببت للأمة مشكلات كثيرة انعكست على جميع المستويات وتسببت في التأخر الاقتصادي وتعطيل عمليات البناء والتطوير الاقتصادي وكانت سورية تناضل بقوة محاولات تدمير البنية الثقافية والفكرية للقومية العربية ومعالم حضارة أمتنا ومعالمها الإنسانية ودورها العالمي وتبيان فضلها على التاريخ الحضاري الإنساني، وكان كثير من رجال سورية يتصدون لمحاولات المستشرقين الذين عملوا على تشويه التاريخ الحضاري العربي وتزويره وتحريفه ومقاومة محاولات أتباعهم من المخدوعين المتفرنجين، ولذلك كانت سورية مركزاً لأفكار التحرر العربية والنضالية وخاصة بعد الجلاء، وكان تعاون سورية مع جميع الدول العربية المستقلة ودعم البلاد العربية التي كانت ما تزال تحت الاحتلال وخاصة دعم ثورة الجزائر وأرتيريا والجنوب العربي والخليج العربي، وكانت قضية تحرير فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية وكانت سورية من أهم المطالبين بالعمل لإنهاء الاحتلال الصهيوني خلال مؤتمرات القمة العربية وتدعو إلى دعم النضال الفلسطيني ثورته.
وأكد البيطار أن المقاومة السورية استمرت في مواجهة السياسة الاستعمارية التي تدعم الكيان الصهيوني بالمال والسلاح والرجال، ما جعل الكيان الغاصب لا يتوقف عن العدوان، مستمراً في احتلال الجولان الذي لابد أن يأتي يوم لتحريره وتحرير كل شبر محتل .