روسيا والصين تتفقان على تعزيز التعاون ومواجهة عقلية الحرب الباردة
موسكو – بكين- تقارير
بشكل متكرّر تؤكد روسيا والصين على تعزيز التعاون الإستراتيجي الذي يتطور بصورة دائمة، كما يجدّدان مواجهتهما لعقلية الحرب الباردة التي يسلكها الغرب بقيادة الإدارة الأمريكية تجاههما بحجج وذرائع واهية، وفي إطار تعاون البلدين تؤكد موسكو أن خطة بكين لتسوية الأزمة الأوكرانية كانت الأكثر واقعية من الصيغ الأخرى التي طرحت من قبل عدة دول، في وقت أكدت روسيا معارضتها الشديدة انضمام أوكرانيا إلى “الناتو”.
واتفق وزيرا الخارجية الصيني وانغ يي والروسي سيرغي لافروف على تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين وبدء حوار حول الأمن الأوراسي بمشاركة دول أخرى ومواجهة عقلية الحرب الباردة والهيمنة والترهيب، كما عبّر وانغ يي خلال مباحثات مع لافروف في بكين عن رغبة البلدين في تعزيز التعاون الإستراتيجي على المسرح الدولي، وتقديم الدعم القوي لبعضهما البعض، كما ستتابعان التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وأن تقفا بوضوح إلى جانب التقدم التاريخي والإنصاف والعدالة، مجدّداً رفض البلدين العقوبات الأحادية وضرورة مواجتها من جميع الدول، كما أعلن دعم بلاده عقد مؤتمر للسلام حول أوكرانيا بمشاركة متساوية من جميع الأطراف ومناقشة كل خطط السلام.
بدوره، أعلن لافروف رغبة الشعب الروسي العميقة بتعزيز التفاعل الإستراتيجي والشراكة مع الصين، مجدّداً التأكيد بأن هذا التعاون يتجاوز التحالفات العسكرية والسياسية العائدة لحقبة الحرب الباردة، وليس موجها ضد أي طرف ثالث، ويهدف إلى تعزيز الأمن في أوراسيا.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو وبكين متفقتان في رفضهما لأي تدخل خارجي في قضية تايوان التي تعد جزءاً لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية، مبيناً أنه تم التطرق إلى موضوع شبه الجزيرة الكورية التي تهتم روسيا باستقرارها كما تهتم الصين.
وفي شأن متصل اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن خطة الصين لتسوية الأزمة الأوكرانية أكثر واقعية من الصيغ الأخرى، وأكد مدير القسم الثاني لبلدان رابطة الدول المستقلة في الخارجية الروسية أليكسي بوليشوك، استعداد موسكو للحوار، ولكن للأسف لا تزال كييف والغرب مركزين على معادلة زيلينسكي ويواصلان التحضير لمؤتمر سلام في سويسرا ويحاولان جر بعض الدول للمشاركة فيه، مجدداً رفض روسيا المشاركة في مثل هذه اللقاءات، أو مناقشة صيغة زيلينسكي.
وفي السياق ذاته، أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو لا يزال غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لروسيا لأنه حلف معاد، مؤكداً أن المبالغة الأمريكية في التصريحات حول عضوية أوكرانيا في الحلف تؤكد أن الخيار الصحيح الوحيد بالنسبة لروسيا هو النصر غير المشروط في ساحة المعركة.
من جهتها أصدرت محكمة روسية حكماً غيابياً على نائبة سابقة في البرلمان النرويجي لمشاركتها في النشاطات القتالية التي يقوم بها المرتزقة الأجانب مع القوات الأوكرانية، وهي ساندرا إيرا فينمارك، كما تم وضعها على قائمة المطلوبين دولياً.