تحقيقاتصحيفة البعث

طرطوس.. حركة خجولة في أسواق العيد وإقبال لافت على ألبسة البالة!

دارين حسن 

العيد بهجة وفرحة للصغار والكبار، لكن تلك البهجة “خبت” هذا العام مع ارتفاع أسعار مستلزمات العيد واحتياجاته، وجعلته حزيناً أمام انكماش، بل تدني القدرة الشرائية بالنظر لمحدودية الرواتب والأجور!

الملاذ الأمن  

لدى الحديث مع العديد من المواطنين، كان واضحاً أن العيد لم يعد يمثل لهم تلك الفرحة والبهجة بلقاء الأهل والأصدقاء كما كان أيام زمان، فهم يشعرون بالعجز أمام قلة حيلتهم لجهة تأمين متطلبات أبنائهم من ألبسة وأحذية جديدة، بالإضافة إإلى الحلويات التي باتت من الأحلام، ففيما يخص شراء الألبسة أجمع المواطنون أنها باتت من الكماليات رغم أنها حاجة وضرورة للأطفال، مشيرين إلى أن أسعار الوكالات مرتفعة جداً، في حين سجلت أسعار الألبسة والأحذية في الأسواق الشعبية سعراً  أقل لكنها ليست بجودة عالية، لذلك كان توجه العديد من المواطنين إلى أسواق الألبسة والأحذية المستعملة في سوق “البالة”.

أسعار نارية 

وخلال جولة لـ “البعث” على بعض أسواق طرطوس ” الشعبية” كالعريضة ومنطقة الكراج القديم وسوق النسوان، كان ظاهراً على واجهات المحال أن أسعار الملابس والأحذية الجديدة بعيدة كل البعد عن قدرات وإمكانيات المواطن الشرائية، حيث أكد  بعض الباعة أن أسعارها زادت ضعفين عن العيد الماضي، حيث يتراوح سعر الحذاء لسن المحير بين ١٢٠ – ١٥٠ ألف ليرة، والحذاء الولادي بين ٩٠- ١٤٥ ألف ليرة، وذلك حسب الجودة وذوق الزبون.

وفيما يتعلق بأسعار الألبسة الجديدة، أكد أصحاب المحال أن الأسعار مرتفعة للبائع وللمستهلك، وعزوا ذلك إلى ارتفاع المواد الأولية الداخلة في صناعة الألبسة، فقيمة الليرة ضعيفة وسعر المواد المستوردة مرتفعة، كما أن أجور عمال المشاغل والورش زادت وارتفعت كثيراً، إضافة إلى عدم توفر اليد العاملة، وبذلك زادت الأسعار ثلاثة أضعاف وسط إحجام الكثيرين عن الشراء.

وأشار بعض الباعة إلى أنهم يضطرون إلى بيع بعض القطع برأسمالها أو أقل في مبادرة منهم لمساعدة الأسر الفقيرة، فالجاكيت التي كانت تباع بسعر ١٥٠ ألف تباع في تنزيلات هذا الموسم بـ ١٠٠ – ١٣٠ ألف ليرة، موضحين أن ما يهم البائع اليوم هو المحافظة على رأس المال ليتسنى لهم إكمال البيع والعمل، عدا عن أن الكثير من البائعين المستأجرين لم يحققوا مبيعاً يسددون من خلاله إيجار محلهم ومصروف أسرهم في ظل الظروف الراهنة، وبالنسبة لأسعار الألبسة الجديدة، فقد تراوح سعر بنطال الجينز الولادي من ٩٠ – ١٥٠ ألف ليرة، والكنزة الربيعية الولادي بين ٨٥- ١٣٥ ألف ليرة، وبنطال جينز نسائي ١٢٠ – ١٧٠ ألف ليرة، والكنزة النسائي بين ١٠٠ – ٢٠٠ ألف ليرة.

تفاوت المبيع

وفي محال الألبسة المستعملة “البالة”، وجدنا محلات لا تبيع قطعة باليوم، حسب تعبير أصحابها، واعتبروا أن هذا العيد مختلف كلياً عن مناسبات العام الماضي، وبالمقابل لمسنا رضى لدى بعض البائعين، إذ سجلت لديهم هذه الأيام حركة جيدة ومقبولة نوعا ما.

الكسوة بالدين

بعض  أصحاب محال الألبسة المستعملة أشاروا إلى زيادة أسعار البالة، وذلك نتيجة ارتفاع أجور النقل وارتفاع سعر الصرف الذي على أساسه يحاسبهم التجار الذين يستجرون منهم البضاعة، حيث تراوح سعر رصة الثياب بين ٦- ٨ مليون ليرة زنة خمسين كيلو للثياب الصيفية وثمانين للشتوية.

التضخم وآثاره

رئيس اللجنة الاقتصادية في غرفة صناعة وتجارة طرطوس، سامر عبد الله، أكد وجود ارتفاع كبير في أسعار الملابس والأحذية والحلويات وغيرها من مستلزمات العيد، معللاً السبب بحالة التضخم الموجودة في مدخلات الإنتاج سواء بالكهرباء أو ارتفاع الرواتب والأجور في الفترة الماضية وارتفاع أسعار الصرف، كل ذلك برأيه أدى لتآكل القدرة الشرائبة.

وبين عبد الله أن إنتاج الألبسة والأحذية محلي في حين أن مدخلات الإنتاج مستوردة، وكلفة الاستيراد سواء بفعل العقوبات الخارجية أو فيما يخص آلية عمل الاستيراد التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة ٢٠- ٢٥% بالمادة التي تدخل في الإنتاج، مشيراً إلى أن الدخل المتدني للمواطن أنعش أسواق البالة بارتياده لها، حتى بات اعتماده الرئيسي على بضاعتها لمحاولة تغطية

ضعف القدرة الشرائية

بدوره عزا مدير التجارة الداخلية بطرطوس نديم علوش في تصريح لـ “البعث” ارتفاع أسعار الألبسة والأحذية إلى ارتفاع سعر الصرف و ضعف المقدرة الشرائية لدى المواطنين، مبيناً أن وكالات الألبسة تقدم بيان تكلفة ويتم إرسالها للوزارة لمطابقة النوعية مع السعر، كما تم تكثيف الدوريات لمحال الألبسة والأحذية مع حلول العيد، من أجل ضبط الأسعار.