افتح عينيك
وائل علي
قدم العمل الدرامي السوري للموسم الرمضاني المنصرم “أغمض عينيك” وجبة دسمة من المشاعر الجياشة التي يتسم بها المجتمع السوري ببراعة فائقة ودقة عالية بعكس غالبية العروض والأعمال التي حملت مضامين عنيفة ومبالغات تجاوزت الضرورات والسياقات الدرامية إلى حد كبير ما أبعدها عن الواقع وأساء بشكل أو بآخر لكم المخزون القيمي الإنساني الزاخر..
“أغمض عينيك” فتح الأعين على أن هناك الكثير من الأشياء التي تستأهل الوقوف عندها ومعالجتها وإعادة النظر في تفاصيل حياتنا اليومية، وتجاوز اللهاث المادي الفظ، وأن لدينا ما يستحق أن نحكيه ونحبكه ونصوغه في قصص وأعمال درامية لنفتح الأعين ونسلط عليها كواشفنا وأضواءنا، بدل أن نرتهن لجنوح خيال مؤلف أو حلم إخراجي أو رغبة شركة انتاج أو منصة عرض على نحو ما اجتمعت عليه جل عروض الأمس..
“أغمض عينيك” فتح الأعين على أن ما قد يبدو ضعفا حمل في داخله قوة كامنة خفية استطاعت أن تنتصر على الظلم والفساد والاستغلال والغدر وتكرس قيمة الإنسان والتضحية والوفاء والحب والصدق..
صحيح أننا لا نحيا عصر المدينة الفاضلة – ولن نحياها بالتأكيد – لكن الصحيح أيضا أننا قادرون في واقعنا وحياتنا أن ننجح ونفعل الكثير لنقترب من تلك الحدود وملامستها، لكن بعد “فرمتة” شاملة لمحطاتنا ومفاصلنا والإيمان بقدراتنا، وهذا ما نعلق عليه الآمال وننتظر أن نفتح عليه الأعين بفارغ الصبر في الأيام القادمات..