الرد الإيراني المشروع
تقرير إخباري
لم تتأخر إيران في الرد على العدوان الذي استهدف قنصليتها في دمشق مؤخراً حيث أطلقت في وقت متأخر من يوم 13 نيسان، هجوماً بطائرات بدون طيار وصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية. وعلى الرغم من إعلان إيران تحقيق العملية العسكرية التي شنتها لجميع أهدافها، إلا أن “إسرائيل” زعمت أنها اعترضت معظم الطائرات بدون طيار والصواريخ، مما أدى إلى أضرار طفيفة.
لكن بحسب مراقبين، يمثل هذا الهجوم أول رد مباشر من إيران على “إسرائيل”، والذي حطم أسطورة أن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي مازال منيعاً. وهذا، إلى حد ما، عزز تصميم وثقة إيران و”محور المقاومة” في الرد على الهجمات الإسرائيلية العدوانية المتكررة.
ففي الوقت الذي شنت فيه إيران هجماتها، استهدف محور المقاومة أيضاً “إسرائيل”، الأمر الذي أدى إلى شن هجوم متعدد الجبهات، وهو ما لم يكن في صالح “إسرائيل”. وعلى الرغم من الدعم الأمريكي الثابت والمستمر في الدفاع عن “إسرائيل” ضد الهجمات الخارجية، إلا أن واشنطن تزعم أنها لا تشجع على التصعيد، وقد أعلنت صراحة أنها لا تسعى إلى صراع مع إيران.
وعليه فإن التطورات المستقبلية تتوقف على عاملين: أولاً، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تعتزم “إسرائيل” وفق زعمها “رداً كبيراً” على الهجوم . وفي هذا السياق أعطى مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الضوء الأخضر باتخاذ قرار بشأن رد “إسرائيل” على الهجوم الإيراني. ثانياً، مدى الضغوط التي يمارسها بايدن على نتنياهو.
على الرغم من تسبب قصف “إسرائيل” للقنصلية الإيرانية في سقوط ضحايا وأضرار في الممتلكات، إلا أن الولايات المتحدة لم تدين
“إسرائيل”، لكنها أدانت بشدة الرد الإيراني على المنشآت العسكرية الإسرائيلية، حيث كان يتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين بدلاً من الانحياز إلى
” إسرائيل”.
لقد ساهم الرد الإيراني في تهدئة المشاعر الداخلية في إيران، ونتيجة لذلك، فإن احتمال قيام الجانبين بتصعيد التوترات بسرعة مرة أخرى ضئيل. ومن أجل حل قضية المواجهة بين دول المنطقة بشكل جذري، فمن الضروري معالجة السبب الجذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل استعادة السلام في المنطقة. كما يجب على القادة السياسيين في المنطقة إعطاء الأولوية لحماية أرواح وممتلكات شعوبهم، والاعتراف بأهمية الأمن الجماعي، والامتناع عن السعي لتحقيق الأمن المطلق على حساب أمن الدول الأخرى، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراعات الإقليمية وتعطيل السلام والتنمية الإقليمية في نهاية المطاف.
عناية ناصر