صحيفة البعثمحليات

“عوامل النمو”.. مرحلة جديدة في عالم الطب يؤمل منها اكتشاف سر بناء الخلية

دمشق – حياة عيسى

في ظلّ ثورة الأبحاث العلمية والدراسات لاكتشاف كلّ ما هو جديد ويعود بالفائدة على الجنس البشري للوقاية من الأمراض، ولاسيما المزمنة والعقم، وكذلك محاولة الوصول إلى المفتاح الحقيقي لسرّ إعادة بناء الخلية، كان التوجّه والتطلع نحو التعمّق والبحث في موضوع “تنشيط الخلايا الجذعية” من خلال اكتشاف عوامل النمو وتحريضها.

الدكتور هيثم عباسي، أستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق، اختصاصي معالجة العقم، بيّن في حديثه لـ “البعث” أن الأبحاث العالمية والمحلية ما زالت في طور الاستقصاء والبحث للكشف عن علاج العقم عبر اكتشاف “عوامل النمو” عند الجنسين، حيث بدأ العمل فيه حالياً وتمّ مشاهدة نتائج مرضية في معالجة العقم، وكانت تلك الحالات في مشفى التوليد الجامعي بدمشق، إلا أن الموضوع ما زال بمراحل الدراسات الأولى، ولاسيما بوجود عدد معيّن من الأطباء في العالم يعملون على الموضوع آنف الذكر، متابعاً أن العلم استطاع اكتشاف الموضوع من خلال الأبحاث والدراسات العالمية والمحلية، وحاول العمل على إيجاد طريقة للحصول على الخلايا الجذعية والمحافظة عليها لتسهيل عملية العلاج الشافي للأشخاص، ولاسيما مرضى الأمراض المزمنة والخطرة، بما فيها “العقم” عند الجنسين، فكانت أول طريقة للحصول على تلك الخلايا هي أخذها من الحبل السري عند ولادة الجنين من خلال أخذ الدم الموجود فيه وتثفيله وفلترته وأخذ الكتلة من الخلايا الجذعية والاحتفاظ بها، لكن لم يستفاد منها إلا للشخص نفسه، لمعالجة الأورام والأمراض القلبية، ومع تطور العمل والاستمرار بالأبحاث استطاع إيجاد البدائل والتي تتركز على أخذ الدم من الجسم وتمريره على أجهزة تثفل سريعة وفلترته واستخدامه في العلاج، إلا أن العمل بهذه الطريقة توقف كونه يؤدّي إلى انتهاك مناعة الجسم، ومن الممكن أن يعرّض الشخص لحالات إصابة التهابية.

وأوضح عباسي أن العلماء والباحثين لم يتوقفوا عند تلك المعوقات بل تمّ اكتشاف “عوامل النمو” وبدأت عملية البحث عن أماكن وجودها، حيث تمّ اكتشافها في الكتلة الشحمية في الجسم والدم وتتمركز بشكل مباشر على الصفيحات الدموية، لذلك تمّ التوجه نحو أخذ الكتلة الشحمية من البطن وغسلها وتثفيلها بسرعات عالية وبدرجات مختلفة ليتمّ تحصيل السائل البلازمي منها والذي يتمّ تعريضه لعدة أشكال من التحريض للحصول على عوامل النمو التي تُحقن إما في الجسم أو المفاصل أو في القلب أو الأعصاب لتعيد بناء ما ترهل منها لتنشيط نمو الخلايا الجذعية، كما تمّ الانتقال إلى مرحلة ثانية من العلاج من خلال أخذ الدم وتثفيله بدرجات مختلفة للحصول على أعلى تركيز من الصفيحات، أي هنا يكون تمّ الحصول على أكبر كمية من “عوامل النمو”، إذ بدأت الدراسات بإطلاق نشاطها ولاسيما أنه يتوجب وجود أوساط تحفز انطلاقه ليكون مفتاحاً لبناء الخلايا الجذعية، وهنا بدأت البحوث وكانت أولى الانطلاقات “أرشيدور أسيد” والذي استطاع إعطاء نتائج بحدود 4% وبعدها أطلقوا “كالكونات كالسي” وكانت نتائجه نحو 5% والآن “الميزو” الذي يُستخدم في الكثير من الحالات وأعطى نتائج 10%.

يُشار إلى أن الخلايا الجذعية هي خلايا جنينية غير متباينة، وعلى أساسها يتمّ تشكل الوريقات الثلاث والتي تتباين بالجهاز (العظمي، العصبي، الدموي) وهي الخلايا التي تترافق بعد ولادة الجنين بتراجع وليس بزيادة مع تطور العمر وتراجعها يؤدي إلى الهرم والأمراض، كون الخلايا الجذعية تعتبر الخلايا البديلة التي تعيد بناء الجسم كلما حدث به ضرر أو خلل.