عودة السومة إلى المنتخب.. خطوة على طريق المونديال!
محمود جنيد
ملأ خبر عودة النجم عمر السومة إلى صفوف منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الفضاء الإلكتروني ومنصات السوشيال ميديا صخباً احتفالياً استثنائياً، وكأنه هدف من تسديدة صاروخية بعيدة على طريقة السومة جاء عكس مجريات اللعب، وفي وقت مناسب قبل مواجهتي كوريا الديمقراطية واليابان ضمن التصفيات المزدوجة.
وكنّا في أكثر من مناسبة، ومن بينها كأس آسيا التي خرج منتخبنا من دورها ثمن النهائي، وبعدها مواجهتا ميانمار ضمن التصفيات المزدوجة، تحدثنا عن ضرورة تدخل العقلاء في حلّ مشكلة السومة وعودته لتشكيلة المنتخب الذي بدا كرمح دون نصل نافذ لشباك الخصوم في الخط الأمامي، ليس كرمى لعيون القناص السومة فقط، بل من أجل مصلحة المنتخب الذي افتقد للمسة الهداف التي كانت لتأخذه إلى نقطة أبعد في آسيا، وتجنّبه كارثة التعادل مع ميانمار في التصفيات بالمقام الأول!.
الأمر حدث أخيراً بعد انتظار طويل حرم السومة نفسه من حلم المشاركة في إنجاز التأهل التاريخي لمنتخبنا إلى الدور الثاني من بطولة آسيا، وكان وقعه إيجابياً مفرحاً للجمهور على مختلف مشاربه، وذلك يمكن وصفه بالصدمة الإيجابية التي يحتاجها المنتخب قبل لقاء كوريا الحاسم لتأهله إلى الدور التالي من التصفيات، ليكون المكسب بالنتيجة مع المنتخب وكوبر أكثر منه مع السومة الذي سيقع تحت ضغط ذو حدين، ليؤكد خطأ استبعاده للأسباب الملّغوطة، وبأنه القطعة الذي افتقده المنتخب والضالة التي لم يتمكن سواه من سدّ فراغها، والعكس بالعكس.
صيغة البيان الذي نشره السومة عبر حسابه الشخصي على فيسبوك تحامل من خلالها على نفسه لتأخذ التسوية مجراها: “احترام الرؤية الفنية لمدرّب المنتخب، وتثمين دور اتحاد الكرة، والتشديد على أن كلامه الوارد ضمن السياقات الإعلامية تمّ تأويله على غير مراميه”.
لا ندري إن كانت عودة السومة المحمودة ستمهّد لتسوية مماثلة تجلب محمود داهود الذي اعتذر هو الآخر من جديد، الأمر الذي سيزيد من قوة المنتخب وتكامله، وفرصه بالمضي في حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم إلى ناصية التحقق، لتعود الكرة هنا إلى ملعب المدرّب كوبر وكيفية قيادته لسرب النسور، مع التحديثات المطلوبة والانفتاح على مستوى الاستراتيجية التكتيكية، فهل سيحصل مع تصفية النوايا وتنقية الأجواء، وسريان الأمور أخيراً ضمن السياق السليم على طريق المونديال؟.