اتحاد الكتاب العرب ينعي الباحث والمؤرخ الموسوعي محمد قجة
بعد رحلة حافلة بالعلم والعطاء والتأريخ والأدب، ترجل الشاعر والمفكر والباحث التراثي الموسوعي الدكتور محمد قجة تاركا إرثا ثقافيا ومعرفيا وموسوعيا لاتستطيع انجازه إلا أعرق المؤسسات ومراكز الأبحاث والدراسات الرصينة المنتمية إلى أصالة المخلصين من أبناء الأمة والغيورين على تراثها بكل مايحمله من جمال وبهاء وإرث يمتد في عمق التاريخ.
نعم رحل علامة حلب وعالمها المفضال تاركا أبحاثا وموسوعات ومصنفات تشهد على سعة علمه وأدبه ورصانته، وعلى صدق انتمائه وعشقه لمدينته وبلده وثقافة أجداده وتراثهم، وهو التراث الذهبي الذي تحدث عنه وأرخ له في ”الكتاب الذهبي لتوثيق فعالية حلب عاصمة للثقافة“، وفي ”فلسفة العمارة الإسلامية حلب أنموذجاً“ و”الحياة الفكرية في العصر الأيوبي“، و”قلعة حلب صوت من التاريخ“، و”محطات أندلسية”. وإذا كان فقيدنا الراحل قد أرخ أدبيًا لتاريخ حلب وتراثها من خلال ”حلب في كتاباتي وقصائدي“. وتميز في صون التراث المادي واللامادي لمدينة حلب بشكل أساسي، من خلال ترؤسه لجمعية العاديات في حلب وعمله المتميز فيها. فإنه قاسمها العشق والوفاء الباذخ جنبا إلى جنب مع مدينة القدس بعراقتها وثقافتها التاريخية، وأرخ لها شعريا من خلال كتابه المهم “القدس في عيون الشعراء” والذي حفل بفصول فيها محطات من الألم واتهام الذات واستنهاض الهمم والتفاؤل بالمستقبل .
إن اتحاد الكتاب العرب في سورية إذ ينعي العلامة الكبير الدكتور محمد قجة، عضو اتحاد الكتاب العرب، جمعية البحوث والدراسات، فإنه يؤكد أن رحيل الشاعر الأديب والمؤرخ العالم والموسوعي الوطني، يمثل خسارة كبيرة لاتحاد الكتاب العرب في سورية، والذي كان فقيدنا الراحل أحد أهم أركانه الراسخة، فضلا عن دوره المتميز في النهوض باتحاد الكتاب العرب وغيره من المؤسسات الثقافية التي كان أحد أهم المؤسسين لها والأعضاء الفاعلين فيها.
إن سيرة ومسيرة أديبنا الراحل ومؤرخنا الكبير، ونقاء علمه وصدق عمله، يجب أن تجعلنا نحرص جميعا على تكريس نهجه ومنهجه العلمي، وأن نجعله حاضرا في ندواتنا ومؤتمراتنا وبرامجنا الثقافية والتاريخية وأبحاثنا كافة، من خلال تعزيز حضوره الثقافي والإبداعي والتاريخي في مؤسساتنا الثقافية والتربوية والتعليمية.