أعضاء مجلس الشعب من طرطوس: ذكرى الجلاء تاريخ مجيد وسجل حافل بالإنجازات
طرطوس – دارين حسن
تحتفل جماهير شعبنا في السابع عشر من نيسان من كل عام بذكرى جلاء آخر جندي فرنسي عن ثرى وطننا الحبيب في عام ١٩٤٦، إذ تكتسب تلك الذكرى اليوم أهمية كبيرة ودلالة عميقة بتلاحم الشعب مع الجيش للاستمرار في معركة التصدي للاستعمار بشكليه القديم والحديث، بغية تحقيق النصر الناجز بحكمة وحنكة قائد الوطن، باني الأمجاد وصانع الانتصارات، الرفيق الدكتور بشار الأسد.
وفي هذه المناسبة الغالية والعظيمة، تحدث بعض أعضاء مجلس الشعب من طرطوس عن أهمية وقدسية الذكرى، حيث أشار الدكتور محمد جري في حديثه لـ “البعث” إلى الأهمية الكبرى لذكرى عيد الجلاء والتي تكمن بطرد الاستعمار الفرنسي من بلدنا، كونه محتل وله أطماع دائمة في خيرات وثروات الوطن العربي، وهو ينسج التآمر بشكل مستمر من أجل العودة واستعمار بلدنا بأشكال وأساليب جديدة، إذ تبين عبر التاريخ أن أبناء الشيخ صالح العلي، وجول جمال، ويوسف العظمة، وسلطان باشا الأطرش لم يرضخوا للاستعمار والذل والعار من خلال ثوراتهم المتتالية، كثورة الثامن من آذار ضد الإقطاع والظلم وسلب الأرزاق، والحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد لتصحيح المسار الوطني في سورية، وحرب تشرين التحريرية لاستعادة الأراضي المغتصبة من الكيان الصهيوني.
وأردف الدكتور جري: لم تهدأ ساحة سورية من التآمر الاستعماري وبأشكال متنوعة، ففي عهد القائد بشار الأسد استمرت في التطور والاستقرار في كل مجالات الحياة من أجل الوحدة العربية، لذلك أصبحت هدفاً أكبر للاستعمار الجديد، ففي بداية هذا القرن تم زرع الفتن بين سورية ومحيطها العربي، وبدأ الاستعمار بخطط جديدة من خلال ما أسموه “ثورات الربيع” من أجل تفيت سورية.
وأوضح عضو مجلس الشعب أن سورية قدمت قوافل الشهداء والجرحى الذين أينعت دماؤهم نصراً تاريخياً تجلى بدحر “الدواعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة” وغيرهم من التنظيمات الإرهابية المدعومة من الاستعمار، فدخل الاستعمار الأمريكي الصهيوني بنفسه بدون وكيل هذه المرة لمحاربة سورية من خلال دخول القوات الأمريكية إلى الجزيرة السورية، وممارسة السرقة والقتل وتجويع الشعب السوري من أجل الاستسلام، وكذلك ما يسمى “قانون قيصر” لحصار سورية، واعتداءات الكيان الصهيوني المستمر على الأراضي السورية لدعم الإرهابيين في تخريب وطننا الحبيب.
ورأى الدكتور جري أن الدور المنوط بالشعب اليوم هو وحدته بقيادة الدكتور بشار الأسد من أجل المحافظة على استقلال بلدنا، وحماية مكتسبات الثورات الوطنية السابقة، والعمل عل تطويره بالعلم والعمل والمعرفة، مبيناً أن ما ساعد في رسم انتصار سورية ضد الحركات الإرهابية وداعميها هو وحدة الجيش والشعب بقيادة قائد عظيم وحكيم.
وفي السياق ذاته، لفتت، عضو مجلس الشعب سهام العثمان، إلى أن يوم الجلاء تاريخ مجيد تكللت فيه تضحيات السوريين وتُوج فيه نضالهم لسنوات ضد المستعمر الفرنسي في معركة الوجود على مساحة الأرض السورية الطاهرة المعمدة بدماء الشهداء الطاهرة، هو يوم أكد فيه السوريون بأنهم شعب يهوى الكرامة، و يعشق الوطن، و لا يرضى بذل، بل اعتاد عبر التاريخ كتابة حكاياته أساطير بطولة وفداء تليق بعظيم انتمائه إلى هذا البلد العظيم.
ورأت العثمان أن في إحياء ذكرى يوم الجلاء تأكيد على قدسيته ومعانيه وقيمه التي يعززها ويرسخها في وجدان السوريين، بأن الأرض كما العرض لا تباع ولا تعطى، وأن الدفاع عنها انتفاضة لكرامة لم يتنازل عنها السوريون يوماً بل تجذروا فيها، فخورين بها، مؤمنين بأنهم أصحاب الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه أبداً. مضيفةً: لعل إحياء ذكرى الجلاء المجيدة في هذه الظروف يحمل رسالة إلى الطامعين المتآمرين على بلدنا، بأننا شعب ما تنازل يوماً عن شبر من الأرض، وأنه مستعد لتقديم رواحه فداءً لها، وأنه مستمر في نضاله ضد الإرهاب وداعميه، وأن النصر بإذن الله لقريب يسطره جيشنا البطل ورجاله الميامين المقاتلين عنه ببسالة يشهد لها تاريخهم الأغر، يقودهم قائد عظيم و يحتضنهم شعبٌ أسطوري عزائمه لا تلين.
وبينت عضو مجلس الشعب أن في إنجاز الجلاء عبرة لكل المتبصرين، بأننا أصحاب الأرض والحق، ومهما غلت الأثمان و عظمت التضحيات فلا بد من التحرير و النصر على المحتلين و المعتدين، موجهةً التحية والإكبار لرجال جيشنا الباسل، حصن الوطن المنيع، وهم يمضون على نهج الأجداد، يحفظون العهد و يصونون الأرض، و يقدمون أرواحهم دفاعاً عنها وقد عقدوا العزائم على دحر الإرهاب عنها، وتطهيرها لتعود بلادنا عزيزة وعظيمة بشعبها، وفخورة بقيادتها على مدى الأزمان والتاريخ، كما وجهت رسائل الاعتزاز و الفخر إلى جماهير الشعب السوري مفخرة إنتمائنا وغاية نضالنا، والهدف الأسمى لعملنا مع كل فئاته في كل الميادين، و نبارك لهم ذكرى الجلاء، و نؤكد الوعد و العهد بأننا على طريق النضال ماضون ليبقى إسم سورية عصياً على كل متآمر، و راية الوطن خفاقة في سماء الكرامة ما حيينا.