العشوائية في إدارات الأندية تدفع ضريبتها فرق كرة القدم
ناصر النجار
أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد كرة القدم قرارها الأخير الذي حمل الرقم 34 وتضمن عقوبات عديدة على ناديي الوحدة والساحل استناداً لتقارير المراقبين والحكام، بينما خرجت بقية المباريات نظيفة وخالية من الشغب والانفعال.
الحالة التي تمت من خلالها معاقبة نادي الوحدة كانت فريدة وحدثت للمرة الأولى هذا الموسم، فجمهور نادي الوحدة استاء من أداء لاعبيه فصفق لفريق جبلة بعد نهاية المباراة ورمى على لاعبي فريقه عبوات المياه تعبيراً عن امتعاضهم من الخسارة الثقيلة ومن أداء فريقهم الذي لم يرتق إلى المستوى المطلوب، أو مستوى فريق يسعى للهروب من الهبوط، فكانت الغرامة المالية هي المستحقة استناداً لمواد القانون.
أما عقوبات فريق الساحل فقد كانت كثيرة ومتنوعة منها غرامة مالية كبيرة بسبب الشتم الجماعي من الجمهور للحكم وتلقي الجمهور إنذاراً من الحكم بتوقيف المباراة إن استمر الشتم.
لكن الغريب أن القائمين على النادي هم من أججوا الشغب وحرضوا على الضغط على الحكم عن طريق الشتائم وكثرة الاعتراض والدخول إلى أرض الملعب، لكن الحكم استعمل كامل صلاحياته، ما أدت المخالفات المرتكبة إلى تسطير عقوبة بحق رئيس نادي الساحل الذي هدد بسحب الفريق من الملعب، كما قام إداري الفريق بشتم الحكم، ودخل مسؤول التجهيزات أرض الملعب ليحتج ويعترض، وكل هذه الفوضى المرتكبة جاءت ممن يفترض أن يكونوا قدوة للجمهور وللاعبين، ولكن للأسف كان المشهد في ملعب طرطوس أكثر من سوداوي، لنؤكد على ضرورة أن يكون القائمون على الأندية مثالاً للالتزام والتحلي بالانضباط والعمل على إرساء القوانين والأنظمة لا أن يكونوا من مثيري الشغب، وللأسف فإن مثل هذه الشخصيات موجودة في أكثر من نادٍ والغريب أنها تدعي حبها للنادي لكنها في الحقيقة تلحق الضرر الكبير والأذى بناديها من خلال شغبها الذي يجر عليه الويلات والعقوبات والغرامات المالية.
من المؤسف أن نتكلم في هذه العجالة عن حالات سيئة تعرضت لها الأندية بسبب تصرفات غير مسؤولة من القائمين عليها، ومن المعيب أن نضع اللوم دائماً على الحكام وعلى الآخرين ونشتكي الظلم ونتهمه بما وصلت إليه حال بعض الأندية ومنهم الساحل، والحقيقة التي يجب أن تكون حاضرة هي دراسة الأخطاء التي وقعت داخل سور النادي، قد يكون أحد الأخطاء الكبيرة والفادحة عدم الاعتماد على خبرات فنية قادرة على قيادة فريق في الدرجة الممتازة، وسوء الاختيار في نادي الساحل لم يكن لمرة واحدة، بل صار عادة والتبديل الذي حدث على صعيد المدرب لست مرات دليل على التخبط والفوضى في إدارة الفريق، وهذا ما يجب ان يكون ضمن الحسبان أولاً وأخيراً.