بترجل الزميل الغادري.. الإعلام الحلبي يخسر أحد فرسانه
محمود جنيد
خسر الإعلام الحلبي على حين غرة أحد أهم ركائزه، بترجل فارس القلم الزميل معن الغادري عن صهوة الحياة ملبياً نداء ربه يوم أمس عن عمر ناهز التسعة وخمسين عاماً، بعد مشوار حافل بالبذل والعطاء قلده وسام شرف المهنة التي حمل رسالتها بكل أمانة وإخلاص.
الزميل غادري الذي انطلق من منبر صحيفة الجماهير الحلبية، عمل تحت كنف والده، المرحوم فيض الله الغادري، مدير مكتب صحيفة “البعث” الأسبق في حلب، كمراسل صحفي رياضي لا يشق له غبار، قبل أن يتسلم منه الراية باقتدار ويمضي بها حتى وافته المنية وهو على سروج خيله في ميدان صاحبة الجلالة، تاركاً خلفه أثراً طيباً شهد به كل من عاصر الزميل الراحل، الذي وقع نبأ وفاته كالصاعقة على زملائه ومحبيه الكثر، مخلفاً وراءه غصة وفراغاً من الصعب سده، في ظل واقع الإعلامي الحلبي الرياضي تحديداً الذي فقد الكثير من هيبته وتأثيره وقوته التي كان يمثل “ابو يزن” أحد أركانها!
شراكتي في العمل المهني مع الزميل الراحل المتعددة الأوجه، والتي توجت بمشروع مجلة الشهباء الناجح بكل المقاييس، التي كانت تصدر في حلب عن منبرنا دار “البعث”، وشغل منصب مدير تحريرها بكل اقتدار و مسؤولية ومهنية، سمحت لي بالتوغل في أعماق خصاله ومناقبه الإنسانية والمهنية، إذ كان قلمه سيفاً مسلولاً مستهاباً بمواجهة التقصير والفساد، و مداده العميق ضوءاً نافذاً كاشفاً لمواطن الخطأ ومواقع المخطئين دون أن يخشى في قول الحق لومة لائم، كما كان هم الوطن والمواطن بوصلته طوال مسيرته المهنية.
رحم الله فقيدنا، الذي رحل جسداً، وبقي أثراً راسخاً.