تعاون اقتصادي مثمر بين الصين وألمانيا
تقرير إخباري
يقوم المستشار الألماني أولاف شولتز بزيارة رسمية للصين، وهي الثانية له منذ توليه منصبه، ومن المتوقع أن تضخّ الزيارة المقبلة زخماً جديداً في المسار الإيجابي للعلاقات الثنائية.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال أول زيارة لشولتز بصفته مستشاراً لألمانيا في عام 2022، وسط ضجة من الانفصال بين البلدين، تم تحقيق خطوات كبيرة في تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة بين البلدين، ولم يعمل هذا المسعى الدبلوماسي على تعزيز العلاقات الثنائية فحسب، بل عزّز أيضاً السلام والتنمية العالميين خلال فترة اتسمت بعدم اليقين والتقلب.
وفي ذلك الوقت، تقدّمت أكثر من 100 شركة ألمانية بطلب للانضمام إلى الزيارة، وتم اختيار 12 شركة في القائمة المختصرة، ولكن الحماس هذه المرة ارتفع حيث تتنافس شركات ألمانية بارزة على الانضمام إلى الوفد الزائر، وذلك طبعاً ما يؤكد الاهتمام الشديد من قطاع الأعمال بالطبيعة التعاونية للعلاقات الصينية الألمانية.
ويصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وألمانيا، حيث كان التعاون العملي بين البلدين دائماً قوياً ويعزّز العلاقات الثنائية ويعود بالنفع على شعبي البلدين.
ولذلك يتعيّن على الصين وألمانيا، باعتبارهما ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي على التوالي ومع الترابط الاقتصادي القوي، أن تستمرّا في ركوب المدّ الذي لا رجعة فيه من التعاون الوثيق والمتبادل المنفعة في عصر العولمة، وضخّ الزخم بشكل مشترك في انتعاش الاقتصاد العالمي.
لقد وصل الاستثمار المباشر من ألمانيا إلى الصين وفقاً للمعهد الاقتصادي الألماني إلى مستوى قياسي بلغ 11.9 مليار يورو أي ما يعادل (12.7 مليار دولار أمريكي) في عام 2023، بزيادة قدرها 4.3 في المائة مقارنة مع العام السابق.
وقد كانت صناعة السيارات من الأمثلة البارزة على التعاون الناجح بين الصين وألمانيا، وبدورها، ترى شركات صناعة السيارات الألمانية أن التعاون مع شركات السيارات الكهربائية الصينية الطموحة يمثل فرصة أكثر من كونه تهديداً.
وخلال مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا العام الماضي، قال أوليفر بلوم، الرئيس التنفيذي لمجموعة فولكس فاكن: إن التعاون مع الصين يدعم أعمال فولكس فاكن في جميع أنحاء العالم ويجعل الشركة أقوى.
وتدرك شركات صناعة السيارات الألمانية أن المنافسة في السوق يمكن أن تسفر عن نتائج إيجابية لجميع المشاركين، وهم ينظرون إلى إنجازات شركات السيارات الكهربائية الصينية، مدفوعة بالابتكار التكنولوجي والبنية التحتية الراسخة للإنتاج وسلسلة التوريد، باعتبارها مفيدة للنظام البيئي العالمي لسيارات الطاقة الجديدة.
وبدوره، قال فرديناند دودنهوفر، مدير مركز أبحاث السيارات في دويسبورج ومقره ألمانيا: إن صعود صناعة السيارات الكهربائية الصينية يساعد شركات صناعة السيارات الألمانية على أن تصبح أسرع.
إنه من المشجّع أن يشهد العالم شركات صناعة السيارات الألمانية تتجنّب خطاب القدرة الفائضة الذي يشوّه سوق تكنولوجيا الطاقة الجديدة، وبدلاً من ذلك تعطي الأولوية للابتكار والتقدم، وتسعى جاهدة لتزويد المستهلكين بمنتجات عالية الجودة وبأسعار معقولة وسط التوجه العالمي نحو تحوّل الطاقة.
فالشراكة بين الصين وألمانيا تبرز في عالم متزايد الترابط كأنموذج للتعاون، من خلال الاستفادة من نقاط القوة لدى كل منهما وتعزيز روح الانفتاح والتعاون، ويمكن لهاتين الدولتين أن تؤدّيا دوراً محورياً في تشكيل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة للمجتمع العالمي.
عائدة أسعد