ارتفاع أسعار الأحذية ينعش مهنة “السكافي”
دمشق – رحاب رجب
يلجأ الكثيرُ من المواطنين إلى إصلاح الأحذية لاستخدامها بدلاً من شراء حذاء جديد نظراً لضعف القدرة الشرائية، فبعد أن ارتفعت أسعار الأحذية في السوق بنسب خيالية تجاوزت الـ100% مقارنة بالعام الماضي، فأسعار بعض أنواع الأحذية تجاوز مبلغ النصف مليون ليرة، وخرجت تماماً عن كلّ قوانين السوق، مدفوعة بارتفاع سعر الصرف بالدرجة الأولى، وعدم توفر المادة الأولية التي يتمّ استيرادها من الخارج، مع العلم أن الجلود المستوردة أغلبها سيّئ وهو من نوع المشمّع.
وفي وقت يُرجع الصناعيون هذا الارتفاع في أسعار الأحذية إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، حيث إن المواد الأولية كلّها مستوردة، يؤكّد الخبراء أن الحلقات التجارية تؤدّي دوراً سلبياً في ارتفاع الأسعار، وخاصة مع لجوء بعض الباعة إلى وضع هامش ربح كبير أحياناً يتجاوز الضعفين، نتيجة الكساد وقلّة الطلب مع وجود معروض جيّد في السوق، وذلك لتغطية نفقات المحلات التي تكون في الأغلب الأعم مستأجرة، حيث يؤكّد بعض الباعة أن الإقبال على الشراء يكاد يكون في أدنى مستوياته.
أمين سرّ جمعية حماية المستهلك، الخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة، أكد أن أغلب الجلود مستوردة، حيث إن شركة الدباغة لم يعُد لديها إنتاج، وهناك فقط بعض أنواع المشمّع ولا تتوفر لدينا الجلود الطبيعية التي كنّا سابقاً نعتمد عليها كما في شركة باتا الشهيرة التي كانت لديها أحذية ممتازة، والأحذية الموجودة في الأسواق حالياً أسعارها مرتفعة جداً ونوعيتها رديئة، لذلك يلجأ الناس إلى شراء البالة، وهذا مرتبط بسعر الصرف وتعقيداته وعدم وجود منافذ نظامية له، وبالتالي تأتي تهريباً بالعملة الصعبة، الأمر الذي يرفع سعرها، فبعض المحلات تعرض الحذاء المهرّب بسعر مليون ليرة ويقارن الرقم بما يقابله من الدولار لامتصاص الصدمة حول السعر، لافتاً إلى أنه رغم أرتفاع أجور إصلاح الأحذية إلا أن هذه المهنة انتعشت مجدّداً نتيجة العجز الموجود عن شراء الأحذية الجديدة في ظل الارتفاع المهول في الأسعار.