الحضور الجماهيري كنز يبحث عن الاستثمار.. وعلاج الخلل ليس في الحرمان
المحرر الرياضي
استطاع الحضور الجماهيري في ملاعب كرتنا وصالات سلتنا أن يصنع سمعة كبيرة لرياضتنا على الصعيدين القاري والدولي، وحولها لـ “تريند” إيجابي على مواقع التواصل الاجتماعي، فباتت الأنظار موجّهة لمباريات الأندية صاحبة الشعبية لمشاهدة الكرنفالات التي تصنعها جماهيرها في كلّ مباراة، ولا نذيع سراً إن قلنا إن الجماهير لم تعد الرقم 12 في ملاعب الكرة أو الرقم 6 في صالات السلة، بل أصبح ما تقدّمه على المدرجات الحدث الأهم متفوقة على ما يقدّمه اللاعبون من أداء ونتائج.
المشكلة الكبيرة التي تقف في وجه استثمار هذه الحالة الجماهيرية المتميزة وجود بعض الخارجين عن النص الذي يتفنّنون بأساليب الإساءة إن كان للحكم أو الخصم أو حتى لبعض الأندية والمدن، لكن هذه الأصوات النشاز ورغم أنها تستطيع تعكير صفو الأجواء إلا أنها لا تحظى بدعم من الجمهور الحقيقي الباحث عن المتعة الرياضية والمنافسة الشريفة.
والأكيد أن أحداً لا يرضى بأن يساء لنادٍ أو محافظة أو أن يتمّ تخريب المنشآت، لكن معالجة الشغب لا تأتي عبر العقوبات المالية الكبيرة أو حرمان الجماهير من الحضور كلياً للمباريات، بل بوضع خطة حقيقية تعالج أسباب هذا الشغب وتجتثه من الجذور، لا أن تعالج الجزء الظاهر من المشكلة وتتناسى الأسباب الكامنة.
الخطة المطلوبة ليست كيمياء معقدة ولا تتطلّب سوى نوايا حقيقية للعمل من القائمين على رياضتنا، وأن يضعوا في حسبانهم أن ظاهرة الشغب ظاهرة عالمية متواجدة في كل ملاعب الدنيا، ومكافحتها تتطلّب التعاون مع الجهات المختصة مع الاطلاع على تجارب بعض الدول في هذا المجال.
فآخر الدواء ليس الكيّ وبالتالي حرمان الجمهور بشكل تام لكن الكيّ يكون بعلاج حقيقي تتكاتف فيه الجهود وتضع فيه الأمور في ميزانها الصحيح، فالواضح والجلي أن مستوى جماهير رياضتنا وشغفها يتفوق بمراحل على المستوى الفني وعلى نتائج أنديتنا ومنتخباتنا، وبالتالي هي كنز يجب استثماره وليس التخلّص منه لمجرد وجود شوائب يمكن تصفيتها بقليل من العمل.