ثقافةصحيفة البعث

حكاية مغترب سوري في ثقافي طرطوس ودعوة إلى تعزيز علاقة المغتربين بوطنهم الأم

طرطوس- محمد محمود

تفاصيل كثيرة عن حياة الاغتراب وظروفه، نقلها المغترب السوري في كندا الدكتور جمال بدران إلى جمهور المتابعين في ثقافي طرطوس بمحاضرة توثيقية تفاعلية ضمن نشاطات المركز بالتعاون مع جمعية “سنديان لحماية البيئة”.

بدران المغترب منذ أكثر من ثلاثين عاماً، والحائز على دكتوراه في هندسة البترول والغاز مع اهتمامه بالشأن البيئي، نقل إلى الحضور خلاصة تجربته في حديث تفاعلي ناقش فيه فكرة الهجرة الحالية في سورية، والظروف التي أدت إلى ازدياد أعدادها مؤخراً، وسبل توطيد العلاقة بين المغترب السوري ووطنه الأم والأهل والأصدقاء.

وتحدث بدران عن أعداد المغتربين اليوم، ومناطق توزعهم وظروف عملهم في بلدان عدة، وحلل الهجرة بشكل منطقي ما بين السلبيات و الإيجابيات.

وفي تصريح لـ”البعث”، بين الباحث: “المحاضرة لا تحث على الهجرة أو عدمها، لكن تقدم فقط تحليلاً منطقياً مبنياً على خبرة قضيتها في الهجرة مده أكثر من 30 عاماً، حيث تحدثت عن واقع الحياة والاغتراب سواء في كندا أم غيرها من البلدان الأوروبية، وحال الهجرة في كل من تلك الدول وواقع المغتربين فيها”.

وأوصى بدران كل مغترب أن يحمل الوطن تحت جناحه بغض النظر عن الحالة التي يعيشها ومواقفه، ويعمل ما بإمكانه في المستقبل لدعم بلده ووطنه بكل الوسائل والإمكانيات الممكنة الصغيرة والكبيرة، داعياً المغترب إلى إقامة علاقات جيدة مع وطنه ودعم بعض الأفراد والأشخاص بطرق بسيطه جداً.

وقدم الباحث تفسيرات منطقية عن أسباب هذه الهجرات التي حدثت وتحدث منذ مدة في سورية، مطالباً بالتفكير مليّاً بقرار الهجرة، خاصةً في بعض الدول التي باتت تقدم تسهيلات كبيره لبعض الأشخاص والفئات المعينة، ومنهم الأطباء، حيث تضم ألمانيا مثلاً أكبر عدد من المغتربين السوريين الذين يعملون في الطب البشري، وتقدم لهم كل التسهيلات بعد أن أتم هؤلاء دراستهم في وطنهم اليوم، لتستثمر تلك الدول ثمرة جهودهم بكل بساطة، مشيراً إلى أن الأطباء السوريين في ألمانيا هم اليوم الأكثر عدداً، وهذا يدل على سمعه جيده للشعب السوري في تلك البلدان.

وشبه الباحث العلاقة بين المغترب السوري بالوطن والأهل بثلاثة أقطاب يجب أن يتكاملوا مع بعضهم البعض لخلق واقع أفضل في بلدنا، لأننا على المركب سوية، وفي النهاية المغترب يحمل هوية جنسية البلد، وهو مسؤول عنها وعن الحفاظ عليها وتحسين واقعها أيّاً كانت حياته في بلاد الاغتراب.

وختم بدران بالقول: “الهجرة أمر طبيعي حدث في القرن الـ 19 وتحدث دوماً بحسب الظروف، واليوم هي نتيجة طبيعية لما نعيشه، فهناك زيادة لهذه الهجرة، لكنها زيادة متعلقة بطبيعة الواقع والأحوال والظروف المعيشة للناس، وهي حكماً ستنخفض وتتراجع تدريجياً مع تحسن الأمور، ومع تقدم الأحوال نحو خلق واقع أفضل لبلدنا، لكن المهم دائماً أن يكون الوطن في قلب كل سوري أينما حل، وأينما كان، وأن يكون نقطة العودة كما كان محطة الانطلاق.