تكرار المخالفات والعقوبات.. ضعف في الثقافة الرياضية أم قصور في لوائح الانضباط؟
ناصر النجار
صدرت أمس حزمة جديدة من العقوبات والغرامات المالية التي أصدرتها لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد كرة القدم بجلستها رقم 35 وقد اعتدنا على رؤية مثل هذه القرارات في كل أسبوع، وللأسف لم تخلُ أي مرحلة من مراحل الدوري الكروي الممتاز وغيره من المسابقات الكروية الرسمية من مخالفات وشغب غير مبررين، لكن هذا الأمر صار عادة متوارثة أسبوعاً بعد أسبوع ومباراة بعد أخرى، لذلك لا بدّ من طرح السؤال التالي: هل لوائح الانضباط باتت قاصرة وغير ملبية لعدم كبحها لمجمل المخالفات، أم إن الفكر الذي يعشّش في ذهن كرتنا ما زال ضعيفاً وبالياً؟.
بعض المراقبين يضعون اللوم على التعصّب الأعمى الذي بات سمة أغلب جماهير أنديتنا، فالمباريات باتت متنفساً لهم ليعبّروا عن آرائهم حول كرة القدم وما تعيشه الأندية من اضطراب وتأخر، فالجماهير طموحها الفوز دائماً ودون ذلك يدفعها إلى الغضب، لكن المشكلة الأهم تكمن بمن في الملعب من بعض الكوادر والإداريين وبعض اللاعبين الذين يثيرون الجماهير بدل ضبطهم، وقد تكون محاولاتهم تهدف إلى صرف نظر الجماهير عن تدني مستوى الفريق وتراجع الأداء بمثل هذه الفوضى، ولصق كلّ شيء بالقرارات التحكيمية أو باتحاد كرة القدم ولجانه.
لن نعلق على ما جرى في مباراة جبلة والفتوة، لأن كلّ ما حدث لا يحتاج إلى تبرير أو تعليق، إنما المؤسف ما جرى في مباراة الجهاد ونصيب المؤهلة إلى دوري شباب الممتاز وقد اعتدى بعض لاعبي نصيب على لاعبي الجهاد بسبب أنهم تأهلوا، وتسبّب المعتدون بأذية تحمّلها لاعبو الجهاد، الروح الرياضية غابت، ومفهوم الرياضة فوز وخسارة على ما يبدو مسحه البعض من قاموسه، وهذا أمر خطير، فبدل أن يبادر فريق نصيب بالمباركة لفريق الجهاد قاموا بعكس ذلك، والأغرب أن إداريي الفريق وقفوا متفرجين على الأحداث وبعضهم كان يشجعهم على فعلتهم السوداء!. وإذا كان لاعبو الشباب وهم في مقتبل العمر الكروي مؤسّسين بهذا الفكر، فكيف بهم عندما يبلغون سن الرجولة.. ماذا سيفعلون؟.
أما في مباراة شباب الفتوة والفرات ولمجرد أن خسر الفتوة المباراة بركلات الترجيح كان ردّ فعل الطاقم الفني للفريق بكيل الشتائم والسباب لطاقم التحكيم، فهل هذه صورة حسنة لفرقنا وكوادرهم؟!.
الرياضة أخلاق، ومتى غادرت الأخلاق الميادين الرياضية انتهت الرياضة وإلى الأبد.