“أربعائيات بحكم المنطق … ولاشيء غير المنطق” حيوية حزبية … وحراك نشط – فهم الظاهرة –
مهدي دخل الله
تشهد القواعد البعثية الواسعة حراكاً نشطاً منذ اجتماع اللجنة المركزية في 16/12/23 – برئاسة الرفيق الأمين العام- وعلى الرغم من « فلسفة القال والقيل » وكثرة « التوقعات والتكهنات » إلا أن الظاهرة صحية تماماً وتشير إلى اهتمام مركّز بتطوير حياة الحزب الداخلية .
ولعل من المؤشرات الملفتة أن الاهتمام لا يقتصر على الحزبيين فقط وإنما يتعداه إلى أوساط اجتماعية عريضة، نقابية وطلابية وغيرها. وساعد في انتشار الظاهرة تطور استخدام تقنيات الشبكة على الموبايل .
وكما يُعلمنا ابن رشد، وقبله أرستو تاليس، أنه لمعرفة الظاهرة وتحليلها لا بد أولاً من اكتشاف جوهرها، لأن الرأي، أو المقولة، هي معنى الجوهر. وفي هذا المجال بالذات، مجال منهج البحث وطريقة التفكير ( المثودولوجيا )، تحدّث الرئيس المفكر، الأمين العام لحزبنا، في غير مناسبة عن منهج ( التفكيك والتحليل والتركيب) في معرفة الظاهرة وفهمها..
1- في التفكيك : يبدو أن الظاهرة تتضمن عدة عناصر تقع على مستويات مختلفة. تترابط هذه العناصر بروابط لتشكل شبكة متداخلة ومتماسكة. من أهم هذه العناصر، تفعيل دور القواعد الحزبية وإشراكها في الخيارات بشكل مباشر. وهناك عنصر آخر هو تشكيل لجنة انتخابية مستقلة للإشراف على العمليات الانتخابية التي شملت /162/ شعبة و/18/ فرعاً حزبياً في التنظيم المدني. يضاف إلى ذلك عنصر الاهتمام بفروع الجامعات كعنصر نوعي وإعطاء مقعد في اللجنة المركزية لكل ثلاثة من الفائزين في الانتخابات، مقابل مقعد واحد لكل ستة من الفروع الأخرى. وهناك عناصر أخرى لا يتسع المجال هنا لمتابعتها، فالمهم إيراد أمثلة فقط على عناصر الظاهرة .
2- في التحليل : وهنا توجد مهمتان الأولى اكتشاف جوهر الظاهرة، والثانية تأثير هذا الجوهر على نسيج الظاهرة الكلي. الجوهر يتموضع في حقيقة أن البعث قوة أساسية، أو القوة الأساسية، في الدولة والمجتمع . أما التأثير فهو المقولة الآتية : « إن أي محاولة لإضعاف الدولة والمجتمع لا بد من أن تبدأ بمحاولة إضعاف البعث، والسببية نفسها في التقوية» .. وهذا هو معنى الجوهر.
3- التركيب: وهو المرحلة الختامية في فهم الظاهرة بعد تفكيكها وتحليلها. فالظاهرة عنوانها « قوة الدولة والمجتمع في قوة البعث وضعفهما في ضعفه» . وهذه المرحلة هي الأهم لأنها غاية المنهج بكاملــــــه، وهـــــي المعرفــــة النهائيــة للظاهـــرة وعليهـــا يمكـــن بنـــاء الوعـــي ثـــم الفعـــل. وهـــذه المعادلــــة « المعرفة الوعي الفعل» تُلقي على عاتق البعثيين مهام كبرى والتزامات تفوق مجرد كونهم أعضاء في حزب كبير … والمجتمع بانتظار هذا الفعل …
mahdidakhlala@gmail.com
