هل ستنسحب القوات الأمريكية من النيجر فعلاً؟
تقرير إخباري
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة تجري محادثاتٍ لسحب قواتها من النيجر بعد أكثر من شهر من إصدار المجلس العسكري الحاكم في البلاد أمراً للقوات الأمريكية بمغادرة البلاد.
وقال نائب وزير الخارجية كيرت كامبل، الرجل الثاني في إدارة بايدن، لرئيس الوزراء المعيّن من المجلس العسكري، علي مهمان لامين زين: إن البلدين سيخططان لسحب أكثر من 1100 جندي من البلاد. ويعدّ الوجود العسكري الأمريكي في القاعدة الجوية 201 بالقرب من أغاديز محوراً أساسياً في عمليات البنتاغون المزعومة “لمكافحة الإرهاب” في منطقة الساحل.
ويعد وجود القوات الأمريكية نقطة ضغط متبقية لواشنطن في وسط إفريقيا، في أعقاب التقارب المتزايد بين روسيا والنيجر في جميع أنحاء المنطقة من خلال عقد صفقات مع الحكومات الوطنية، وتقديم الحماية في كثير من الأحيان مقابل امتيازات الموارد الطبيعية. في السياق، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية في ذلك الوقت أن روسيا والنيجر وقعتا اتفاقية شراكة دفاعية جديدة في كانون الثاني. وفي الأسبوع الماضي، سلّم الكرملين “أحدث جيل من أنظمة الدفاع المضادة للطائرات إلى البلاد إلى جانب 100 مدرب عسكري روسي”.
وكان البنتاغون قد جمّد تعاونه مع القوات النيجرية بعد انقلاب تموز 2023 الذي قاده رئيس الحرس الرئاسي في البلاد، ما أدّى إلى تقليص وجود القوات الأمريكية في البلاد وتعزيز القوات المتبقية في قاعدة أغاديز للطائرات دون طيار.
ومع ذلك، اختارت إدارة بايدن إبقاء قواتها في النيجر بعد الانقلاب. وحثّ مسؤولون في واشنطن قادة المجلس العسكري في النيجر على إعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه بينما يبحثون عن سبل لاستئناف التعاون العسكري.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة بايدن عارضت فكرة الانسحاب في بداية الأمر، بذريعة تعطيل ” الحرب على الإرهاب”، حيث ستمثل الصفقة نهاية وجود أكثر من 1000 جندي أمريكي، وتثير التساؤلات حول وضع القاعدة الجوية الأمريكية التي تبلغ تكلفتها 110 ملايين دولار والتي يبلغ عمرها ست سنوات فقط. وهذه الخطوة هي تتويج للانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة في البلاد وقام بتثبيت المجلس العسكري الذي أعلن أن الوجود العسكري الأمريكي في البلاد “غير قانوني”، فهل ستنسحب القوات الأميركية فعلاً من النيجر؟.
حسب محللين، الجواب هو بالطبع لا، على الأقل ليس بعد، فمن الواضح أن الولايات المتحدة تريد تأخير الموضوع لأطول فترة ممكنة بدليل ما قاله المسؤول الكبير بوزارة الخارجية: “اتفقنا على بدء محادثات في الأيام المقبلة حول كيفية وضع خطة لانسحاب القوات، وتم الاتفاق على أننا سنقوم بذلك بطريقة منظمة ومسؤولة، وربما سيتعيّن علينا إرسال ممثلين إلى نيامي لمناقشة كل هذه الأمور، وسيكون بالطبع مشروعاً لوزارة الدفاع وربما نحتاج إلى إرسال أشخاص إلى نيامي، سيكون هناك الكثير من التأخير وسيتغيّر الفريق كثيراً”.
قطعت الولايات المتحدة بالفعل التعاون الأمني مع النيجر، ما حدّ من الأنشطة الأمريكية، بما في ذلك رحلات الطائرات دون طيار غير المسلحة. لكن أعضاء الخدمة الأمريكية بقوا في البلاد، غير قادرين على القيام بمسؤولياتهم ويشعرون بأن قادة السفارة الأمريكية تركوا في الظلام مع استمرار المفاوضات.
ومنذ ذلك الحين، خرجت مظاهرات أخرى في النيجر للمطالبة برحيل القوات الأمريكية، كما جرى في مدينة أغاديز، حيث توجد قاعدة جوية أميركية، تجمع مئات المتظاهرين للمطالبة برحيل القوات الأميركية، حيث نظم الاحتجاجات تحالف من مجموعات المجتمع المدني التي دعمت النظام العسكري الحالي منذ وصوله إلى السلطة العام الماضي، ويبدو أن النظام الجديد في النيجر لا يستطيع أن يستسلم ولا ينبغي له أن يستسلم، حسب المراقبين.
هيفاء علي