أسعار اللحوم بطرطوس خارج القدرة الشرائية وسط حركة بيع خجولة!
طرطوس – دارين حسن
ضعف المقدرة الشرائية لدى المواطنين جعلت من يرتاد بسطات السمك “الشعبي” يطلب كيلو أو نصف كيلو من أرخص نوع، ومن يدخل محل الفروج يطلب بالقطعة أو يوصي قبل بيوم على “ظهر” الفروج ليتم حجزه من قبل البائع، ومن يقصد محل اللحوم الحمراء يطلب أوقية أو نصف أوقية.. هذا ما رصدته “البعث” خلال جولتها على بعض أسواق محافظة طرطوس بعد عيد الفطر، فالحركة الشرائية محدودة والبيع قليل، حسب الباعة.
وقد شهد الفروج بعد عيد الفطر تذبذبا في سعر الكيلو، فبعد أن وصل سعر الكيلو إلى ٤٣ ألف ليرة خلال العيد انخفض إلى ٣٤ ألف ليرة، لكنه سرعان ما عاود الصعود ليسجل اليوم سعراً يتراوح بين ٣٦- ٣٧ ألف ليرة للكغ الحي، علما أن مديرية التموين حددت سعر الكيلو ب ٣٦ ألف ليرة “حي” لكن لا يوجد التزام بها، حسب تأكيد البائعين الذين برروا ذلك بارتفاع سعر الفروج من التاجر الذي يورد المنتج للمحلات، فيضيف أصحابها هامش ربح يتناسب مع ما يتكبدونه من تكاليف داخل محالهم.
وأشار صاحب أحد محال بيع الفروج إلى أن مصروف المحل كبير جداً من أجور عمال وثمن أسطوانات غاز، إذ يحتاج البائع إلى أربع أسطوانات تكفي أسبوعين، بسعر ١٤٠ ألف ليرة للأسطوانة ويؤمن الباقي بالسعر الحر، حيث يصل سعرها إلى ٥٠٠ ألف ليرة.
وبالانتقال إلى أسعار اللحوم الحمراء، فقد حافظت على أسعارها بعد العيد، فبحسب أصحاب محال وسط طرطوس في منطقة الكراج القديم “السوق المقبي” تراوح سعر كيلو لحم الغنم بين ١٦٠ ألف ليرة للحمة الطبخ و١٨٠ ألف ليرة للحمة الشوي، كما بقي سعر كيلو لحمة العجل ١٦٠ ألف ليرة، مشيرين إلى أن الحركة الشرائية ضئيلة والمواطنين يشترون بالأوقية ونصف الأوقية في كثير من الأحيان، عازين سبب تذبذب السعر بين محل و آخر نتيجة تكبد أجور النقل، فبعض القصابين يشترون ذبائح من مربين بالقرى، ومن يستقل سيارته لمحافظة حماه يزيد السعر، حيث أشار أحد القصابين إلى تراجع عدد الرؤوس التي يتم ذبحها يومياً، إذ لا يتجاوز الذبح اليوم خروفان.
وبالنسبة لأسعار للسمك، فقد شهدت انخفاضاً مقبولاً عن فترة العيد وتحديداً للأنواع البحرية وسط عزوف الناس عن الشراء نتيجة ضعف القدرة الشراىية، كما تضاعف سعر السمك الشعبي عن العام الماضي، إذ وصل سعر كيلو سمك “المشط” إلى ثلاثين ألف ليرة بعد أن كان بـ ١٥ ألف ليرة العام الماضي، ونوع” الغبس” إلى عشرين ألف ليرة بعد أن كان بـ ٨ ٱلاف ليرة وسط حركة ضعيفة، حسب تأكيد أصحاب بسطات السمك الشعبي المنتشرة في منطقة الكراج القديم وسط مدينة طرطوس، وبالنسبة لأسعار الأسماك البحرية فقد سجل أرخص نوع “السكمبري” سعر ٦٥ ألف ليرة علما أن سعره كان خلال العيد ٨٥ ألف ليرة للكغ، في حين وصل سعر سمك “البراق” إلى ١٥٠ ألف ليرة، وسمك نوع “البوري” بـ ١١٥ ألف ليرة للكغ بعد أن وصل سعره إلى ١٢٥- ١٣٠ ألف ليرة، ليصل سعر كيلو القجاج البلدي “السرغوس” إلى ١٥٠ ألف ليرة بعد أن كان ١٧٥ ألف، بينما سجل سعر كيلو البلميدا ٧٥ ألف ليرة للكغ بعد أن كان ب ٨٥- ٩٠ ألف ليرة.
وعزا الباىعون انخفاض الأسعار قليلاً إلى قلة الطلب، مبينين أن أكثر الأصناف مبيعاً هي السكمبري والغبس والسلمورة “حبة صغيرة”.
بدوره أوضح رئيس جمعية الصيادين في جزيرة أرواد فاروق بهلوان “للبعث”، أن أسعار السمك ارتفعت مئة بالمئة عن العام الماضي نتيجة قلة الكميات المصادة من البحر إثر الصيد الجائر بالديناميت وبكل الوسائل الممنوعة، مبيناً أن الظروف الجوية تلعب أيضاً دوراً في الكميات، فعندما يكون البحر هادئ تظهر كميات سمك لكن عندما يكون البحر “نو” وأمواج عاتية تنخفض كمية السمك، لافتاً إلى أن الإقبال قليل نتيجة ارتفاع السعر.
من جهته ذكر رئيس جمعية اللحامين باسم سليمان، أن سعر كيلو لحم الغنم ارتفع بعد العيد إلى أن وصل إلى ٢٥٠ ألف ليرة بعد أن كان ب ٢٢٥ ألف، في حين بقي لحم العجل محافظاً على سعره إذ تراوح بين ١٧٠- ١٨٠ ألف ليرة للكغ، عازياً الارتفاع إلى قلة المواشي وارتفاع أجور النقل وأجور اليد العاملة في المسالخ، والتهريب وارتفاع سعر الصرف، مشيراً إلى ضعف الحركة الشرائية بشكل كبير مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.
رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش، أشار إلى أن تراجع نسبة التربية إلى أقل من ٣٠% ساهم في زيادة سعر الفروج، كما أن لتجار السوق وحيتانه دوراً كبيراً أيضاً من خلال فرض السعر الذي يريدونه، وارتفاع مستلزمات الإنتاج، إذ يصل سعر الصوص اليوم إلى عشرين ألف ليرة.