أعادت ذكريات المظاهرات ضد حرب فيتنام.. جامعات أمريكا تنتفض على ساستها
عواصم- الأرض المحتلة- تقارير
تتصاعد المظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية والأوروبية المطالبة بوقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يشنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي النازي على قطاع غزة المحاصر، بدعم ومباركة ساسة الغرب، حيث أماطت اللثام عمّا تدعيه تلك الحكومات من تمتع بلدانها بالحرية والديمقراطية، في وقت لم تتمكن من سماع أصوات مئات الآلاف من المتظاهرين.
فرئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون لم يتحمل مشاهدة طلاب جامعة كولومبيا في منطقة مانهاتن في نيويورك يهتفون لفلسطين ويطالبون بوقف قتل شعبها، حيث سارع إلى زيارة الجامعة، مهدداً الطلاب، وملوّحاً بنشر الحرس الوطني إذا “لم يتم احتواء التظاهرات بسرعة”، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970 حين قُتل طلاب عُزّل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام، وفي المقابل لم تمنع هذه التهديدات طلاب جامعة كولومبيا، من استقبال جونسون بصيحات الاستهجان خلال زيارته للمكان، وفي وقت مدّدت فيه الجامعة المفاوضات لفضّ مُخيم اعتصام أقامه المحتجون في الحرم الجامعي والذي أصبح رمزاً لحركة احتجاجات تشهدها عدة جامعات أميركية.
وتعاملت قوات الشرطة بشكلٍ عنيف مع احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد، حيث أفادت شرطة بوسطن بإصابة 4 ضباط واعتقال أكثر من 108 طلاب خلال احتجاج في كلية إيمرسون في بوسطن بولاية ماساشوستس، كما أعلنت شرطة ولاية تكساس أنها نشرت أعداداً إضافية من عناصرها في جامعة تكساس بأوامر مباشرة من حاكم الولاية غريغ أبوت إثر استمرار الاعتصامات الداعمة لغزة فيها.
وكان لرئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي نصيب من الغضب الشعبي الناجم عن دعمها لكيان الاحتلال، فأثناء إلقاءها كلمة في حفل أُقيم في كلية “دبلن” الجامعية، وقفت رئيسة اتحاد طلاب في الجامعة الإيرلندية مارثا ني ريادا، وصرخت بأعلى صوتها “بيلوسي صهيونية ومجرمة حرب”… بينما وقف أكثر من 150 طالباً خارج القاعة احتجاجاً ضد بيلوسي والكيان الإسرائيلي، وهتفوا لإنهاء الإبادة الجماعية في غزّة.
أما في باريس، فقد تجمع عشرات الطلاب أمام جامعة السوربون الفرنسية خلال وجود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيها لإلقاء كلمة حول مستقبل أوروبا، تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، حاملين لافتات تندّد بمواقف الحكومة الفرنسية المتواطئة مع العدوان الإسرائيلي، ومردّدين شعارات تطالب بوقف هذا العدوان والمجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين، الأمر الذي دفع الشرطة الفرنسية إلى التدخل ومحاولة تفريق الطلاب ومنع إقامة تجمعات تضامنية أخرى.
وفي وقت سابق من شهر نيسان الجاري كانت جامعة ليل الفرنسية ألغت مؤتمراً حول فلسطين لزعيم اليسار جان لوك ميلانشون والناشطة الفرنسية ريما حسن كان من المقرّر عقده، وذلك ضمن سياستها الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وجاءت هذه المظاهرات الغاضبة في واشنطن وباريس وغيرها من البلدان الغربية، لتؤكد أن الرأي العام العالمي بات أكثر وعياً، ويتحرك بقوة لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن “الرأي العام العالمي ورغم أنف (إسرائيل) وحُماتها تيقظ، وبات بصدد وضع نهاية لجرائم الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية، والعمل على تسليم الجناة للمحاكم الدولية ذات الاختصاص وتطبيق العدالة بحقهم”، مشيراً إلى أن الاحتجاجات الواسعة للطلبة والأساتذة الجامعيين الأمريكيين المؤيدين لفلسطين ضد كيان الاحتلال، وحملات الاعتقالات الواسعة ضدهم ما هي إلا دليل واضح على دور هذا الحراك في فضح جرائم الاحتلال.