“أمهات الرجال” .. حين تأخذ الحرب من الأم أثمن ما لديها
طرطوس- محمد محمود
في الجبهة، هناك العديد من فلذات الأكباد ممن يمثلون كل شيء لأمهاتهم.. فجأة يعلو صوت الحرب ويرتفع وتضع كل أم قلبها على يديها، وتتحول أيامها إلى ساعات للذكرى وأخرى للدعاء ليحفظ الله وليدها الذي غادرها لساحات القتال، لكن لا شيء في الحرب يمنع القدر، وكم هو مؤلم ذلك المشهد حين يأتي خبر الفراق في خطاب صغير يتضمن أكبر فاجعة يمكن لأم أن تتلقاها.
“أمهات الرجال” عمل مسرحي للمخرج طلال الحلبي مأخوذ عن نص عالمي لمسرحية تحمل الاسم ذاته للكاتب بير سيفال وايلد شهده ثقافي طرطوس صباح اليوم السبت، حيث يعرض العمل حوار بين أم قتل ابنها في الحرب مع فرنسا لكنها تشك في خبر مقتله لوجود عائلة أخرى يحمل ابنها نفس الاسم، وتظن بأنه هو من قتل وأثناء الحوار مع أم الشاب الآخر لتأكيد ظنها أو نفيه يأتي خبر مقتل الشاب الآخر ل تتشارك مع الحزن مع والدته على الظلم الذي أوقعته الحرب بقلبيهما.
يقول مخرج العمل طلال الحلبي في تصريح للبعث أن المسرحية ورغم كونها مأخوذة دون تصرف عن نص أجنبي لكنها تحاكي واقعا عاشته الكثير من الأمهات السوريات ممن استشهد أولادهم في الحرب على سورية وتعرض كيف يمكن لكل أم أن تتلقى خبرا صادما كهذا وكيف تبحث عن الأمل حتى آخر اللحظات.
مضيفا يركز العمل على الفجيعة في قلب المرأة، والتفكير بها أثناء الحرب ومدى التشظي بسبب الحروب عند الفقد لأحد من الأبناء.
ويشرح الحلبي العمل المسرحي قائم على حوار بين ممثلتين فقط هما الشابة أليسار سموني والشابة رهف قدسية يرافقهما عازف غيتار في الخلفية خضر خليفة.
حيث تم اختيار الممثلين من مدرسة ثانوية الشيخ سعد وتمت تأدية أدوارهم ببراعة واقتدار بالغ باستخدام اللغة العربية الفصحى، علما أن النص يعد من الحوارات الصعبة التي تتطلب العمل على الناحية النفسية والتعبيرات الجسدية، ويتطلب احتراف عالي المستوى ضمن مدة زمنية قصيرة لا تتجاوز العشرين دقيقة.
وأمل الحلبي أن يأخذ المسرح المدرسي أدوار أوسع ويمنح فرصا إضافية لوجود الكثير من المواهب التي يمكن أن تفاجئ الجميع بما لديها.