تقرير أممي يدحض حملة “اسرائيل” ضد الأونروا
سمر سامي السمارة
أشارت مراجعة مستقلة لأداء الأونروا برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، إلى أن “إسرائيل” فشلت في تقديم أي دليل على مزاعمها المتعلقة بمشاركة عدد من أفراد طاقم الوكالة في القتال ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية.
ففي كانون الثاني الماضي، زعمت “إسرائيل” بأن بعض موظفي الأونروا – الذين كانوا في ذلك الحين الناقل الرئيسي للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر- هم أعضاء في المقاومة الفلسطينية، ما دفع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى قطع التمويل عن الأونروا.
وفي 22 نيسان الجاري، ذكرت صحيفة “الغارديان” أن “تقرير كولونا”، الذي صدر بتكليف من الأمم المتحدة في أعقاب الادعاءات “الإسرائيلية”، وجد أن الأونروا تزود “إسرائيل” بصفة منتظمة بقوائم موظفيها للتدقيق، وأن الحكومة “الإسرائيلية” لم تبلغ الأونروا عن أي مخاوف تتعلق بأي من موظفي الأونروا بناءً على قوائم الموظفين هذه منذ عام 2011.
وأضافت الصحيفة، أن معظم الدول المانحة استأنفت تمويلها في الأسابيع الماضية، ومع ذلك، قال وزراء المملكة المتحدة إنهم سينتظرون تقرير كولونا ليقرروا ما إذا كانوا سيستأنفون التمويل، ومنذ ذلك الحين، حظر الكونغرس الأمريكي أي دعم مالي مستقبلي للأونروا.
وأوضحت مراجعة كولونا أنه لا غنى عن الأونروا للفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدةً أن المنظمة تظل محورية في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والخدمات الاجتماعية الأساسية، وخاصة في مجال الصحة والتعليم، للاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن ولبنان وسورية والدول الغربية، وأنه لا بديل عنها على صعيد التنمية البشرية والاقتصادية للفلسطينيين.
كما أفادت المراجعة بأن الأونروا أنشأت عدداً كبيراً من الآليات والإجراءات لضمان الالتزام بالمبادئ الإنسانية، مع التركيز على مبدأ الحياد، فضلاً عن امتلاكها نهجاً من الحياد أكثر تطوراً بالمقارنة مع وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية المماثلة.
جدير بالذكر، أن صياغة مراجعة كولونا تمت بمساعدة ثلاثة معاهد أبحاث في بلدان الشمال الأوروبي، حيث أكدت المراجعة عدم وجود أي دليل على مزاعم “إسرائيل”، وقد أرسلت معاهد الأبحاث الاسكندنافية الثلاثة إلى الأمم المتحدة تقيماً أكثر تفصيلاً حول المزاعم “الإسرائيلية” ضد الأونروا، حيث دحض التقييم الادعاءات “الإسرائيلية” المتعلقة بتعلم الأطفال الفلسطينيين محتوى معاد للسامية في المدارس التي تديرها الأونروا.
بات واضحاً أن مزاعم “إسرائيل” هي جزء من حملة تشنها منذ سنوات ضد منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، بهدف تقويض عمل الوكالة، وحرمان اللاجئين الفلسطينيين من المساعدة المنقذة للحياة والقضاء على فكرة حق العودة إلى الأراضي التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1948 منذ إنشاءه على أراضيها.